المقدمة
كنّا نجلس في غرفة الجلوس نشاهد التلفاز بينما يلعب أخي خالد الذي يبلغ التاسعة من عمره بألعابه، أمّا أختي رهف فيبدو أنّها تقرأ قصة ما، فيما تتحدّث أمي مع أختي تالا، وبينما نحن كذلك كان خالد يمسك بطائرة حديدية يرفعها تارة وكأنه يطير بها فوق السحاب وينزلها تارة، وأنا أراقب به باهتمام، ولمّا لمحني سألته: أتحب أن تركب طائرة يا خالد؟ فقال: لا، بل أحبّ أن أقودها.
مهنة الطيار
ضحكتُ أنا وانتبه الجميع لخالد، فيما قام وبدأ يحرّك الطائرة عالياً، فقلت له: أتحلم أن تكون طيّاراً؟، فقال: نعم بالتأكيد إن شاء الله، فهذا حُلمي منذ ذهبنا لنودّع خالي عدنان عند سفره منذ ثلاث سنوات.
قالت أمي: وما الذي يعجبك في هذه المهنة يا خالد.
قال خالد: الطيّار يشعر بأنّه طائر يحلّق بحرية في السماء يا أمي، فيطير عالياً بين السحب، ويرى الأرض من الأعلى، كما أنّه لا يشعر بزحمة السيارات في الطرقات.
ضحكنا جميعاً ثم قال أبي: وماذا أيضاً تحب في هذه المهنة؟
-أحب تلك البدلات الجميلة التي يرتديها الطيّارون، وقبّعاتهم الرائعة، وأحبّ أنّه يجلس في مقصورته وحده، ويطمئن الراكبين عند الإقلاع وعند الوصول، أليس جميل أن تطير بعدد كبير من الركاب فتنقلهم من بلد إلى بلد يا أبي؟
-بالطبع يا بني.
-ثمّ إنّ الطيّار يزور الكثير الكثير من البلدان، ويرى الكثير من المعالم الأثرية، ويأخذ إلى جانبها صوراً تذكارية تبقى إلى الأبد.
-معك حق يا بني، ولكن إلى أين تحب أن تسافر؟
-أودّ أن أزور كل بلاد العالم يا أبي، وسآخذكم معي إن شاء الله.
-لكن عليك أن تعرف يا خالد أنّ مهنة الطيار مهنة خطيرة بقدر ما هي مهنة ممتعة.
-لماذا يا أبي؟
-الطيار يا خالد وكما تعلم يحمل على متن طائرته مئات الأرواح، وهذا يجعلها مسؤوليته، لذا عليه أن يتمتع بالصبر، وحُسن القيادة، والقدرة على التعامل مع الحالات الطارئة والأحوال الجوية الصعبة التي قد يتعرض لها حتى يوصلهم إلى وجهتهم بأمان.
الخاتمة
معك حق يا والدي، فأنا سأجتهد وأذاكر بجدّ حتى أحقق حلمي، وأصبح طياراً تفخرون به ويفخر به وطنه وأهل بلاده.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن رجال الشرطة، تعبير عن المهن