المقدمة

تخرّج أخي سامر من المدرسة الثانوية، وحصل على معدل مرتفع يؤهله لدخول معظم التخصصات، فأشارت عليه أمي بدراسة الطب البشري لمساعدة المرضى من الناس، وأشار عليه أبي أن يدرس طب الأسنان، أما عمي سمير فنصحه بدراسة المحاماة للدفاع عن حقوق الضعفاء والمظلومين، إلّا أنّ أخي سامر كان له رأي آخر.


الهندسة

أمسك أخي نموذجاً يحوي جميع التخصصات التي يمكنه دراستها في الجامعة، فسألته أمي: ها ماذا قررت يا بني؟ ما رأيك بدراسة الطب البشري، ففيه تساعد المرضى، وتزيل آلام الناس، وتعيد الأمل للمصابين.

قال سامر: معك حق يا أمي، عظيم هو دور الأطباء في حياتنا، لكنني أحلم بتخصص آخر منذ كنت صغيراً.

قال أبي: وما هو يا بني؟

قال سامر: أتذكر يا أبي حينما اصطحبني عمي طارق إلى مبنى كلية العلوم الذي كان عميده منذ عشر سنين؟

-نعم يا سامر، وماذا هناك؟

-حينها يا أبي كان مبنى الكلية الجديد قيد الإنشاء، فأخذني عمي لرؤيته، وهناك سلب عقلي تصميم البناء الأساسي قبل أن يُغطى بالحجارة، وأخذتُ أدقق في تفاصيله، وبينما أنا كذلك رآني رجل يلبس خوذة ويحمل بيده مخططاً لم أكن أدري من هو.

-وبعد؟

-اقترب مني هذا الرجل، وقد كان المهندس المعماري الذي رسم مخطط الكلية، وسألني إن كنتُ أحببتُ التصميم، وعرضه لي على المخطط الذي بيده، وأخبرني القليل عن مهنة الهندسة المعمارية، ودورها في تجميل المدن، وقدرة المهندس على التخيّل والإبداع خلالها عن طريق رسم ما يهوى من أبنية وجسور وأنفاق وفق ما درس طبعاً، فأحسستُ أنني وقعت في حب هذه المهنة، وبينما نحن نتكلّم رأيت المهندس المدني المسؤول عن تنفيذ التصميم، وكيف يقف لإدارة أداء العمال بعناية وحرص، فأحببتُ ذلك أيضاً.

قالت أمي: ياه! ألا زلت تذكر هذه التفاصيل يا سامر؟

-نعم يا أمي، بل وأكثر، فعلى مقربة من مبنى الكلية كان هناك مهندس زراعي أبدع في تصميم ما يحيط بالمبنى من حديقة، وقد استخدم أجمل أنواع الأزهار، والنباتات وفق ترتيب معين لتغدو الكلية من أجمل ما يكون.

قال أبي: يا لك من ولد نبيه، ودقيق في اختياراتك!.

ضحك سامر وقال: ليس هذا وحسب يا أبي، فسوق العمل لن يتوقف عن حاجته للمهندسين ما دام البشر يسعون دوماً لبناء المزيد من الأبنية، والجسور، والأنفاق التي لا غنى لنا عنها.


الخاتمة

ابتسمت أمي وقالت: لقد كبرت وأصبحت شاباً مسؤولاً يعرف كيف يفكر ويقرر يا بني، كم أنا فخورة بك، جميلة هي مهنة المهندس، فلتلتحق بكلية الهندسة على بركة الله يا بني، وسأظل أدعو الله أن أراك من أكثر المهندسين إخلاصاً وإبداعاً في المستقبل.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن رجال الشرطة، تعبير عن المهن