المقدمة

بدأ شهر الربيع وقررت عائلتنا الذهاب في نزهة إلى غابة مجاورة للتمتع بمظاهر الطبيعة الجميلة في هذا الفصل البديع، وبالفعل تمّ التخطيط لهذه النزهة، وجهّز الجميع أنفسهم، فيما لم تتوقف الهواتف عن الرنين، فهذا يسأل ماذا يحضر معه من مأكولات، وذلك يسأل متى الانطلاق، وثالث يسأل عن موعد العودة، فنحن لن نذهب وحدنا في هذه الرحلة بل سيرافقنا أعمامي وأولادهم، أتمنى ان تكون نزهة رائعة نقضي فيها وقتاً جميلاً.


نزهة إلى الغابة

في السابعة صباحاً اجتمع الجميع عند بيت جدّي مع أمتعتهم كما تمّ الاتفاق، فسلّمنا على بعضنا البعض وركبنا حافلة مدرسية كبيرة في جو من الحماس، فيما عمّ الحافلة أجواء من الفرح والسرور، فهذا يقدّم القهوة والعصائر للجميع، وذلك يتحدّث مع من بجانبه في المقعد، وأولئك قرروا إنشاد بعض الأناشيد، وجدي يجلس إلى جانب السائق ويتحدّثان طويلاً، وبعد مسافة ليست بقليلة فتحت ستارة الحافلة فتفاجأت بالخضرة من حولي، وندرة المباني السكنية والسيارات، لقد شارفنا على الوصول كما قال السائق.


من النافذة تسللت إلى الحافلة روائح الزهور البرية الجميلة، وانطلق صوت السائق من مقدمة الحافلة يقول: هيه انطلقوا، لقد وصلنا، لم تسعنا الفرحة لسماع ذلك فقفزنا من مقاعدنا متوجّهين إلى الغابة التي سحرتنا بمنظرها، فالأشجار فيها خضراء باسقة، وأصوات العصافير التي تعشش بها كانت رائعة، أمّا الأعشاب فتتراقص على جانبي جدول صغير ينساب من هناك، يتلألأ فيه الماء تلألؤ الفضة، والسماء صافية جداً، والشمس تعطي المكان دفئاً بديع، أمذا الفراشات فأخذت تطير حولنا كأنّها تحتفل بقدومنا.

نزلنا جميعاً وافترشنا الأرض جالسين على الأعشاب بعد أن نقلنا أمتعنا، وبدأ أبي وأعمامي بالشواء، فيما بدأت أمي وأخواتي بإعداد السلطة الشهية والمقبلات، أمّا نحن فانطلقنا نستكشف هذه الغابة المثيرة، وسط تحذيرات أبي وأعمامي بألّا نبتعد كثيراً، لقد لفتنا منظر أكوام التراب الأحمر في بضع أماكن من الغابة، فأخذنا نتساءل عن سببها، إلى أن اقترب ابن عمي سامر من إحدى الحفر ناظراً في داخلها، ليقفز من أمام وجهه حيوان خلد يبدو أنّه قضّ عليه مضجعه، قفز ابن عمي من شدّة الخوف وفرّ هارباً، فيما تعالت ضحكاتنا جميعاً على ذلك المشهد، تناولنا طعام الغداء الشهي وسط جلسة عائلية دافئة، وانطلقنا مرة أخرى في أرجاء الغابة، فأنا وأولاد عمي قررنا السير حُفاة في جدول الماء وتتبعه حتى نجد منبعه، أمّا أختي وبنات عمي فيقطفن الزهور ويصنعن منها أطواقاً وأكاليل، وأعمامي وأبي، وجدي وجدتي، وأمي وباقي النساء يتشاركون الأحاديث المسلية والذكريات.


الخاتمة

غابت شمس هذا اليوم الرائع، فنادى جدي بصوته الجهوري أن هلمّوا إلى الحافلة، لملمنا أمتعتنا، وما قطفناه من زهور، وما جمعناه من حجارة جميلة من الجدول وركبنا الحافلة مسرورين على أمل أن نعيد هذه المغامرة الجميلة من جديد.


للمزيد من المواضيع: تعبير عن الريف، تعبير عن وصف الحقول