حرب أكتوبر

كانت مصر على الدوام مطمعًا للغزاة من كل مكانٍ، فمصر (ست الدنيا) هي أرض الخير الوفير، والموارد التي لا يُستهان بها، إضافةً لكونها أرض الحضارات العظيمة الأولى، ومن المواجهات التي خاضها الجيش المصري حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 أو حرب تشرين، وتُسمّى أيضًا حرب (يوم الغفران)، وقد جمعت هذه الحرب بين الجيشين المصري والسوري معًا في مواجهة الجيش الإسرائيلي.


نصر أكتوبر

قام الجيشين المصري والسوري بعمل هجومٍ مفاجئ على القوّات الإسرائيليّة التي كانت ترابط في صحراء سيناء وهضبة الجولان، وكان هدف الجيشين استعادة الأراضي المحتلّة المتمثّلة بصحراء سيناء وهضبة الجولان، واستعادة الكرامّة والعزّة التي فقدها البلدين جرّاء احتلال أراضيه عام 1967 في حرب الأيّام الستّة، والتي خسرت مصر فيها سيناء، وسوريا مرتفعات الجولان، وقد أطلق على العام 1967 اسم عام (النكسة)، وقد حدثت هذه النكسة في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، قامت خلالها إسرائيل باحتلال الأراضي الشرقيّة في سيناء، وقد نتج عن هذا الأمر حدوث انهياراتٍ سياسيّة، وعسكريّة، واقتصاديّة، لكنّ الجيش المصري لم ينسى أراضيه المُغتصبة لحظةً واحدة، شأنه شأن الجيش السوري، فبدأت بوضع الخطط للهجوم على العدو، واستعادة أراضيها المغتصبة، وبدأ تنفيذ الخطّة من خلال حرب الاستنزاف، والتي كانت تهدف لإضعاف العدو وتوتيره، وبالفعل خسرت إسرائيل العديد من العوامل العسكريّة، والماديّة، والاقتصاديّة، لكنّها قامت ببناء عددٍ من القلاع، والحصون في محاولةٍ منها لحماية نفسها، وردع أي هجومٍ جديدٍ عليها، لكن الجيش المصري لم يهدأ وتتالت بطولاته، والتي كان من أهمّها إغراق المدمِّرة البحريّة التي كانت ترسو في ميناء إيلات.


بعد عمليّة إيلات ساد هدوء بين جميع الأطراف، كانت مصر في خلال هذه الفترة تعد عدتها في التخطيط لشن هجومٍ آخر تقضي فيه على العدو، وتحصيناته بشكلٍ نهائي، وذلك بقيادة الرئيس الراحل (أنور السادات)، فقاموا بإعداد التحصينات، وتجهيز المخازن لتخزين السلاح والذّخيرة، إضافةً لحفر عددٍ من الخنادق التي تتصل بعضها ببعض، والعديد من الإعدادات لتجهيز أنفسهم من أجل الحرب، وبدأ الجيش المصري هجومه في السادس من أكتوبر عام 1973، بمشاركة الجيش السوري الذي شنَّ هجومه في هضبة الجولان، وقد خطط لهذا اليوم لأنّه يُصادف عيد الغفران عند اليهود، حيث ينشغل المحتلين باحتفالاتهم بالعيد، وبالتالي انشغالهم عن مواقعهم، وتحصيناتهم.


بعد هجوم الجيش المصري قام بتدمير خط بارليف، وقامت باختراقه باتجاه الأراضي المحتلّة من سيناء، أمّا القوات السوريّة فدمّرت كافة التحصينات والخطوط الدِّفاعيّة، لكنهم في الجانب السوري ارتكبوا خطًأ بسيطًا قام العدو باستغلاله، الأمر الذي أدّى لانسحابهم.

أمّا على الجانب المصري فقد استمر القتال حتّى وصول قواتٍ تابعة للأمم المتحدة لتشكيل حاجزٍ بين الطرفين المتنازعين، وانتهت الحرب بعد توقيع اتفاقيّة فك الشباك بين الطّرفين، وذلك بموجب استعادة الأراضي المصريّة التي قام العدو باحتلالها، وبهذا سجلت مصر انتصارًا عظيمًا، واستعادت مجدها، وأراضيها المغتصبة.


الخاتمة

انتصار أكتوبر من انتصارات التي يفتخر بها العرب، ويحتفل الشعب المصري بذكرى هذا الانتصار كلّ عامٍ، وهذا الانتصار هو إثباتٌ للعدو بأنّ العربي لا بدّ أن يستعيد أرضه في يومٍ من الأيّام، مهما طال زمن الاحتلال لتلك الأرض.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن تضحية المجاهدين في سبيل الوطن، تعبير عن الشهيد