المقدمة

قالوا قديماً "النظافة من الإيمان" وهذه حكمة صائبة، فكل الأديان وفي مقدمتها الدين الإسلامي تدعو إلى النظافة، فالنظافة هي أساس التقدم، والصحة، والنظافة لا تعني اهتمام الإنسان في نظافة بدنه وملابسه وما يخصه فقط، بل تعني نظافة كل ما حوله من بيئة، وبيت، ومدرسة، وحي، فالإنسان النظيف إنسان لا يستطيع أبداً أن يعيش يومه ويمارس أعماله وما حوله قذر غير نظيف، فإن كان المكان غير نظيف فقد الإنسان رغبته في الجلوس فيه، وقلّ تركيزه ونشاطه في العمل.


نظافة الحي

حيّنا صغير، لكنه حي هادئ ونظيف، ويعود الفضل في ذلك لنظافة الأهل والجيران، حيث لا يلقي أحد منّا أكياس قمامته أمام المنزل تاركاً إياها للكلاب والقطط، بل نعطيها لعامل النظافة، ولا يلقي أحدنا الأوراق وبواقي الأطعمة والمشروبات على قارعة الطريق، بل نهتم بنظافة الحي كثيراً، حتى إننا ننظف أمام منازلنا باستمرار فنحن نعلم الأمراض التي قد يجلبها انعدام النظافة، ناهيك عن الروائح الكريهة المؤذية التي تتشكل بسبب تراكم القمامة، ومنظر الحي غير المريح للنظر إن حصل ذلك.


عماد هو شاب مجتهد وهو عامل النظافة المسؤول عن نظافة حيّنا منذ أعوام، أما نحن فنعامله كفرد من أفراد الحي، ونشعر بتعبه فلا نرهقه بتنظيف الحي؛ لأننا نحرص أصلاً على نظافته، لكن عماد كما علمت من أحد الأصدقاء متغيب عن وظيفته منذ يومين بسبب وفاة والده، وهذا ما جعل بعض أكياس القمامة تتراكم أمام بيوت الحي كما لم يحدث من قبل، أما الشارع فقد ألقى به عدد من الأطفال المشاكسين بعض القاذورات هنا وهناك، خرجنا أنا وأصدقائي لنتمشى قليلاً في الحي ليلاً فساءنا ما رأينا، فاقترحنا أن ننظف الحي، فنجمع ما ألقى به الأطفال من قاذورات على الأرض، ونأخذ أكياس القمامة إلى الحاوية الموجودة في آخر الحي، ونطلب من جيراننا تنظيف الأرصفة الموجودة أمام بيت كل واحد منهم للحفاظ على نظافة الحي، واستعداداً لاستقبال عماد الذي سيعود لدوامه يوم غد، وبالفعل قمنا بما خططنا له، فبدا الحي نظيفاً جداً، ومريحاً للعين.


الخاتمة

عاد عماد إلى عمله وقد كان حزيناً لوفاة والده، فسلمنا عليه وشكرناه على ما كان يبذله من جهد للحفاظ على نظافة حيينا، فيما تفاجأ هو من نظافة الحي؛ لأنّه كان يتوقع تكدّس الأوساخ والقمامة فيه، فشكرنا على ما فعلناه، وما بذلناه لنبقي الحيّ نظيفاً كما تركه، وانصرف بنشاط إلى عمله.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن النظافة، تعبير عن تلوث البيئة