الموضوع الأول

المقدمة

مرضت ثلاثة أيام لم أغادر فيها غرفتي أبداً، ولا سريري حتى، لقد أصابني زكام سبّب لي حرارة عالية، وسعالاً شديداً، فضعفت شهيتي للأكل ووهن جسمي، حتى أنني كنت لا أفتح عيني إلّا مرات قليلة خلال اليوم، وفي كل مرة كنت أفتحها بها أجد أبي أو أحد إخوتي إلى جانبي، لكنّ الشخص الوحيد الذي كنت أراه كلما فتحت عيني هو "أمي الحنونة"، فهي لم تتركني قط في مرضي، فمرة أجدها تضع لي الكمادات، ومرة تعطيني الدواء، وأخرى نائمة من شدة التعب على الأريكة جانبي.


حنان الأم

حنان الأم كالنهر المتدفق الذي ليس له حد، فهو يسقي كل أبنائها دون استثناء، وليس من الصحيح أنّ الأم تفضل ابناً على الآخر، أو بنتاً على الأخرى، فقد وضع الله تعالى في قلب هذه الأم حباً كثيراً، وحناناً توزعه على أبنائها بالتساوي دون أن تشعر، فتراها تطعمهم وتسقيهم قبل أن تأكل أو تشرب، وتشتري لهم الملابس والحاجيات قبل أن تشتري لنفسها، وتلبّي لهم طلاباتهم بحب، وتسهر على راحتهم، فإن تأخر أحدهم خارج البيت ظلّت مستيقظة حتى يعود، وإن مرض تعبت حتى يشفى.


تذاكر لهم دروسهم رغم تعبها، وتسعى لأن يكونوا الأفضل بين جميع الناس، وحتى إن أخطأوا في حقها فهي تنصحهم بمحبة وتسامحهم على أخطائهم مهما كانت، والأم تقدّم كل ما تقدمه دون انتظار مقابل مما يجعل حبها وحنانها من أنقى أنواع المشاعر التي خلقها الله تعالى.


الخاتمة

الحنان بذرة صغيرة وضعها الله في قلب الأم تنمو تجاه أولادها مع الأيام، فيا رب احفظ لنا أمهاتنا واجعلنا لهم بارين.


الموضوع الثاني

المقدمة

قال الشاعر:



أمّي يا حبّاً أهواه يا قلباً أعشق دنياه يا شمساً تشرق في أفقي يا ورداً في العمر شذاه يا كلّ الدّنيا يا أملي أنت الإخلاص ومعناه



جميلة هذه الأبيات التي تصف أمّي الحنونة، فهي شمسي وقمري، وروحي وعمري، وهي مَن تعيش لأجلنا، فكيف لا أحبّها أعظم حب، وأقدّرها أعظم تقدير! هي هدية الرحمن لنا التي لا يجب علينا أن نفرّط فيها، وهي كنزي الثمين الذي أحبّه أكثر من كل العالم عنه إن فقدته، هي أمّي الحنونة التي لا يشبهها أحد.


فضل أمي الحنونة

تعبت وتحمّلت الأم الحمل والولادة تسعة شهور دون كلل أو ملل لترانا وتحتضننا بين يديها الدافئتين، أمّي الحنونة هي مَن أفتح عينيّ صباحاً لأجدها مبتسمة إلى جانب سريري توقظني وقد حضّرت لي أشهى المأكولات والعصائر التي أعدّتها بحب لآخذها معي إلى المدرسة بعد أن تتأكد أنّي تناولت فطوري الصباحي أيضاً، وهي من تستقبلني عند عودتي من المدرسة لتحتضنني باشتياق، ففي حضن أمي الدافئ أنسى كل متاعبي وأحزاني، حتى مرضي أتعافى منه حينما تسهر إلى جانبي وتضع يدها الحنونة على جبيني، أمي تحبّ أن تراني أفضل الناس على الإطلاق فتذاكر لي دروسي، وتتأكد من حفظي وفهمي لها، وتصطحبني إلى ما أحبّه من الأماكن هي ووالدي العزيز، وتشتري لي ما أتمناه، وهي مَن تربيني على الأخلاق الحميدة من صدق، وإخلاص، وكرم، وأمانة حيث أرى هذا كلّه في تصرفاتها أمامي، فكيف لا أحبّها!.


واجبي تجاه أميّ الحنونة

يعلم الله ما تبذله أمّي الحنونة من جهد في تربيتنا أنا وإخوتي، وما تتحمّله من تعب؛ لذلك قال رسول الله الكريم صلّى الله عليه وسلّم حين جاء رجل وسأله من أحقّ الناس بحسن صحابتي (قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك) (متفق عليه)، لذا يجب علينا أن نبرّ والدينا ونخصّ في هذا البر والدتنا العزيزة، فنلبّي لها جميع طلباتها دون تذمّر، ولا نتأخر عليها في ذلك، ولا نرفع صوتنا أو نقول لها مجرّد كلمة (أف) حتى؛ لأنّ ذلك من العقوق، وعلينا أن نقدّرها بالفعل والقول، فنشكرها باستمرار على ما تقدّمه لنا، وعلينا أيضاً أن نفتخر بها أمام أصدقائنا كل من نعرف، وندعو لها ولأبينا بكل خير.


الخاتمة

الأم هدية الرحمن لنا التي علينا أن نحافظ عليها، ونبرّها، فرضا الوالدين من رضا الله تعالى، ومَن برّ والديه رضي الله عنه وبارك له في عمره، وماله، وأولاده وكلّ دنيته والعكس، فيا ربي احفظ لي أمّي الحنون وأبي الغالي ووفقني لأكون باراً بهما.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن الأم، تعبير قصير عن فضل الأم