الإيثار

حثّ الله تعالى ورسوله الكريم المسلمين على التحلّي بالأخلاق الحميدة مثل: الصدق، والأمانة، والكرم، وغيرها من مكارم الأخلاق، وكان الإيثار واحداً منها، ولمن لا يعرف معنى الإيثار نقول بأنّه عكس الأنانية، فإذا كانت الأنانية تعني حب النفس الشديد، وعدم الاهتمام بالآخرين، فإنّ الإيثار يعني حب الخير للآخرين لدرجة تجعل الإنسان يفضّلهم في بعض الأحيان على نفسه، بشرط ألّا يضر ذلك في مصلحته، وللإيثار ثواب كبير عند الله تعالى يلقاه المسلم يوم القيامة، ويفرح به.


أمثلة على الإيثار

للإيثار أمثلة كثيرة نراها في حياتنا اليومية، فالإنسان الذي يحرم نفسه من أشياء يحبّ أن يقوم بها لأنّها محرمة هو بذلك يؤثر رضا الله تعالى على رغبة نفسه، وله على ذلك أجر عظيم جداً، والأم التي تحرم نفسها من النوم لتسهر على راحة أبنائها، أو تحرم نفسها من الراحة لتذاكر لهم دروسهم، والأب الذي يحرم نفسه من شراء بعض الحاجيات لشراء ملابس العيد أو حاجيات المدرسة أو غيرها لأبنائه هذه كلّها أمثلة على الإيثار، والمعلّم الذي يحرم نفسه من إجازة نهاية الأسبوع ليحضر للمدرسة ويعطي حصصاً إضافية للطلبة أيضاً، والطبيب الذي يعمل ليل نهار دون نوم أو راحة أحياناً لينقذ حياة المرضى، والكثير من الأمثلة الأخرى التي يصعب حصرها الآن.


فضل الإيثار

للإيثار فوائد عظيمة للفرد والمجتمع، فالشخص الذي يحب الخير للآخرين ويفضّلهم على نفسه -في بعض الأحيان- يكسب رضا الله تعالى، ويحصد الأجر والثواب والدرجة العالية يوم الدين، بالإضافة إلى أنّه سيكون شخصاً محبوباً بين الناس على عكس الشخص الأناني الذي لا يحب إلّا نفسه، والإيثار خلق حسن يجعل المجتمع متماسكاً متحاباً الكل فيه يساعد الآخر، ويتمنّى له الخير.


الخاتمة

الإيثار من الأخلاق الراقية التي يجب علينا أن نتحلّى بها، ونعلّمها لإخوتنا الصغار لأنهم يشاهدون تصرفات يقوم بها الأهل أمامهم، فإن كان الوالدان أنانيين تعلم الطفل الأنانية ولن يحب إلّا نفسه في المستقبل، أمّا إن كان الوالدان معطاءين يحبّان الخير للناس تعلّم منهما ذلك، وما أجمل الإيثار طبعاً وما أقبح الأنانية!.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن الصدق، تعبير قصير عن التسامح