الحب

الحب عبارة عن مجموعة من الأحاسيس والمشاعر التي من شأنها أن توحِّد البشر، وتؤلّف بينهم، فيسهل التعاون والتفاهم فيما بينهم، ويتجاوزون الخلافات التي يمكن أن تحدث، ومن السمات الأساسيّة للحب العطاء والتسامح، والبعد عن الأنانية والشرور والحسد، والاهتمام بكل التفاصيل التي تتعلّق بالآخرين، ويقول الكاتب أحمد بهجت: "العطاء هو أوّلُ عطرٍ يخرج من شجرة الحب"، إذاً بالحُب وحده يحيا الإنسان، فهو من أهم النعم التي زرعها الله في الإنسان ليتعاون مع أخيه الإنسان ويعمران الأرض.


أنواع الحب وطرق التعبير عنه

تختلف طرق التعبير في الحب وفقاً لشكل الحب، فمن أجمل أشكال الحب على وجه الأرض علاقة الوالدين بالأبناء، وخاصة علاقة الأم بصغارها، والتي تعبّر عنه بالسهر على راحتهم، والتعب والتضحية، وإيثارهم على نفسها في كلّ شيء دون انتظار أيّ مقابل لهذا الحب والعطاء، حيث إنّ أكبر سعادة يمكن أن تشعر بها هي رؤيتهم ناجحين وبألف خير، فالأم هي المثال الأجمل والأعمق لمعنى الحب، وكذلك الأمر بالنسبة للأب الذي يكد ويتعب ليوفّر كافة متطلبات الحياة لصغاره، كنوع من التعير عن حبه، وهناك شكل عظيم آخر للحب، كحبّ الإنسان لربّه، والتي يعبّر عنه بإقامة كافة الفروض للتقرّب من الله، والإحسان لكافة مخلوقات الله على الأرض، والتعامل بالأخلاق الفضيلة مع الآخرين، ابتغاء مرضاة الله.


ومن الأشكال الأخرى للحب الحب المتبادل بين الزوجين، والذي يدفعهما لبناء بيت يسوده الحب والرحمة، والتجاوز عن زلّات الآخر، وأيضاً حب الأبناء لوالديهم، ويتمثل هذا الحب ببرهما وعدم مخالفة أوامرهما، والعناية بهما طوال سنين حياتهما دون تذمر أو كللٍ أو ملل، وعدم التطاول ورفع الصوت عليهما، وأيضاً حب الأخوة والأقارب، ويترجم هذا الحب من خلال السؤال المستمر عنهم وعن أحوالهم، وزيارتهم، ومساعدتهم إن احتاجوا لمساعدة، ومن الأشكال الأخرى للحب حب الصديق، فالصديق يعني الصدق في التعامل مع هذا الصديق، ويتم التعبير عن حب الصديق بمشاركته الفرح، والوقوف معه وعدم تركه في الشدائد، والسؤال المستمر عنه وعن أحواله.


الخاتمة

خُلقت الأرض وبُنيت بالمحبة، فكانت المحبة هي رمز التعايش والسلام على وجه الأرض، فالحب يورّث الألفة والتعاون، ويلهم الصبر، فيخلق السلام بين كافة البشر، فوطن الإنسان حيث يوجد الحب.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن التسامح، تعبير عن التعاون