الموضوع الأول

المقدمة

في مثل هذا اليوم منذ ثلاثة أعوام توفيت جدتي الغالية، وأصبحت أشعر بأن بيت جدي فارغ رغم وجود جدي الحبيب فيه، فوجود جدتي ورائحتها في البيت كانا يجعلانه نابضاً بالحياة، أمّا الآن فأنا أشعر بأن كل ما في البيت حزين منذ رحيلها، حتى تلك النباتات التي تزيّن الشرفة اشتاقت لك يا جدتي، وظهر عليها أثر الفراق.


ذكرياتي مع جدتي

أذكر يا جدتي أنني عندما كنا نأتي لزيارتك أنت وجدي وعندما يحين وقت الرجوع إلى المنزل أتظاهر بالنوم، فيلح علي أبي ليوقظني، فتمنعيه أنت من ذلك، وتطلبين منه أن أقضي الليلة عندهما، فأبتسم وأنا نائمة من شدة الفرحة، فهذا ما كنت أخطط له حينها، فأنا أحب أن أنام في هذا البيت الدافئ، وفي حضنك الحنون، وما إن كان يعود أبي وأمي إلى البيت حتى أستيقظ وأعاود نشاطي، فتضحكي أنت وجدي ونسهر طويلاً، ونتحدّث، ونضحك كثيراً، وحينما أريد الذهاب إلى النوم تمنعينني من ذلك، وتقولين لي أن وقت صلاة الفجر قد اقترب، وتأخذيني من يدي ونجلس سوياً نقرأ كتاب الله، ثمّ نصلي وننام.


في الصباح استيقظ على رائحة "العجّة" اللذيذة التي لا يستطيع أحد أن يعدّها مثلك، فأتوجه للمطبخ وأساعدك في إعداد الفطور، وأحضِّر المائدة المليئة بأشهى الأطباق البيتية التي صنعتها بنفسك مثل مربى الفراولة، والمخللات، والزعتر الشهي، ولا أنسى يا جدتي لذة تلك اللقيمات التي كنت تطعمينني إياها بيديك الحنونتين، أما عند المساء فنذهب أنا وانت وجدي لنتمشى في الشارع المجاور لمنزلكما الريفي الجميل، ونتبادل الحديث فأستفيد ممّا تعطيني إياه من دروس في الحياة وحكم، وعند الليل أنام في حضنك فيما تمسحين على شعري بحنان ورقة، وتقصّين علي أجمل القصص حتى أغفو على قدميك الحانيتين، وأحلم أجمل الأحلام.


الخاتمة

آه يا جدتي العزيزة كم أفتقدك، فغيابك لا يعوضه أحد، وأنا الآن لا أملك إلّا أن أدعو لك بالمغفرة، وأرجو من الله أن يجمعني وإياك في جنات النعيم.


الموضوع الثاني

المقدمة

كيف لنا أن نتخيّل بيوتنا من دون جذاتنا الجميلات، فجدّاتنا الجميلات هنّ قطع السكّر التي تزيّن بيوتنا، وهنّ من ولدن أمّهاتنا وآباءنا، فكيف لا نحبهنّ! وجدّاتنا هنّ رائحة الماضي، ومنهنّ أيضاً نعرف قصص الماضي، وبهنّ تكون البيوت جميلة، ودافئة، وتعمّها البركة والخير، فيا رب احفظ الجدّات جميعاً.


وصف جدّتي

تأتي جدّتي لزيارتنا كلّ أسبوع مرّة، فيكون هذا اليوم هو أسعد أيّام الأسبوع بالنسبة لي، فيوم الإثنين هو اليوم الذي نستيقظ فيه على رائحة الفطائر اللذيذة والحلويات التي أعدّتها أمّي لاستقبال جدّتي، وما إن تصل جدّتي حتى نركض لاستقبالها أنا وإخوتي عند الباب، ما أجمل تلك اللحظة التي أراها فيها، فجدّتي كريمة صاحبة وجه جميل يبتسم دائما للجميع، تدخل علينا بابتسامتها هذه، وهي تحمل ما يفوق وزنها من أكياس قد جلبت لنا فيها ما نحبّ من ألعاب، وحلويات، وملابس وغير ذلك، وتبدأ بتوزيعها علينا مع عدد كبير من القُبل والأحضان.


ينقضي اليوم سريعاً، دون أن نشعر بعد نشاطات عديدة شاركنا جدّتي بها، فقد تناولنا معها طعام الفطور والغداء، ثم شاهدنا القليل من برامج التلفاز، ثم انطلقنا للمطبخ لنعدّ معها أشهى الحلويات التقليدية التي لا تحلو إلّا من صنع يديها، وبعدها جلسنا في الحديقة تحت أشجار التوت والعنب نتناول الشاي بالنعناع، وعندما حلّ الظلام جلسنا حولها ونحن نحسّ بدفء غريب، أمّا أنا فالتصقت بها لأنّ حضنها هو أجمل شيء في الوجود بعد حضن أمّي وأبي، وطلبنا منها أنا وإخوتي أن تقصّ علينا من قصصها الرائعة التي تحمل الحكم والعبر، فبدأت في سرد حكاياتها المسليّة بالفعل، ونحن نستمع لها بانشداد غريب، أمّا أنا فسرقني لون بعض الخصل الرمادية في شعرها، والتجاعيد الجميلة في وجهها وأخذت أدعو الله العلي القدير بأن يديمها لنا هي وجميع الجدّات، لأنّ البيوت لا تحلو إلّا بوجودهن، والبركة لا تكون إلّا بين أيدهن، وبينما أنا كذلك غططتُ في نوم عميق لم أستيقظ منه إلّا على قبلة وضعتها جدّتي على خدّي قبل أن تخلد للنوم هي أيضاً.


الخاتمة

الجدّة كنز علينا المحافظة عليه، ويكون ذلك في إطاعتها، وتسلية وحدتها، وإكرامها عندما تحلّ ضيفة علينا في بيتنا، ومساعدتها على فعل ما لم تعد تستطيع فعله من الأعمال، فما أجمل الجدّة، وما أجمل وجودها في حياتنا.



اللمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن الأم، تعبير قصير عن بر الوالدين