الموضوع الأول

المقدمة

كنا نجلس أنا وإخوتي وأخواتي وأمي وأبي، فطلبت أمي من أخي أحمد أن يذهب ليشتري الطماطم من بائع الخضار المجاور لتحضّر طبقاً من السلطة، لكن أخي أحمد اعترض على ذلك، وقال لها إن صاحب هذا المحل غشاش، وأنه سيذهب إلى محل آخر في الشارع المجاور لبيتنا لصدقه وأمانته.


من غشّنا فليس منّا

سأل أبي أحمد: وكيف حكمت على صاحب المحل بالغش يا أحمد؟

فقال أحمد: لقد رأيته أكثر من مرة يا أبي وهو يخفي ما فسد من الفواكه والخضار تحت الفواكه والخضار الطازجة، فإذا جاء أحدهم وطلب منه نوعاً منها وضع له من الفاسد والطازج دون أن يشعر، أليس هذا بالغش يا أبي؟

قال أبي آسفاً: بلى يا أحمد.

وأكمل أحمد: ثم إنني رأيته مرة يضع تحت كفة الميزان ثقلاً حديدياً ليزيد من وزن الخضار والفواكه.

-فقالت أمي: يا للعجب، يا له من رجل محتال، ألا يعلم أن الغش يأتي بغضب الله؟ وأن المال الذي جاء من الغش سيكون مالاً بلا بركة؟ ثمّ كيف يستطيع أن يطعم أولاده مالاً حراماً.

فقالت ليلى: المحتال، يجب علينا أن نفضح أمره بين كل الجيران، ونقاطعه جميعاً حتى يأخذ درساً لن ينساه.

قال أبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا"، وهذا غش حقاً، لكنه أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيضاً، وأنا قرّرت أن أذهب إلى صاحب المحل هذا وأنصحه بسرية تامة لعلّه يتوب إلى الله تعالى.

قالت أمي: إنها فكرة سديدة يا زوجي، بارك الله فيك.


الخاتمة

ذهب أبي إلى صاحب المحل في اليوم التالي، وطلب أن يحادثه بسرية، فأخبره عن عواقب الغش، وغضب الله على الإنسان الغشاش، وإن رزق الإنسان مكتوب، وسيأتيه سواء أكان ذلك بالغش أم بالرزق الحلال، وتحدثا طويلاً، ثم شكر الرجل أبي قبل أن يغادر، ومنذ ذلك اليوم وصاحب المحل لا يعرض في محله إلّا أجود أنواع الخضار والفواكه، ولا يغش بالوزن أبداً؛ لأن من غشنا فليس منا.



الموضوع الثاني

المقدمة

الغش طبع سيّء مثله مثل طباع كثيرة، وهو يعني خداع الآخرين، والكذب عليهم، والتزوير عن قصد ممّا يؤذيهم، والغشّاش إنسان أناني لا يبحث إلّا عن مصلحة نفسه، دون أن يراعي مشاعر الآخرين، أو ما سيلحقهم من ضرر نتيجة غشّه هذا، والغش أمر محرّم بشكل تام، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من غشّنا فليس منّا)، والإنسان مهما ظنّ أنّه رابح بغشّه لا بدّ أن ينكشف بإرادة الله ويُعاقب على غشّه.


صور الغش

للغش أشكال كثير تظهر في حياتنا نذكر أوّلها الغش في الكيل والميزان الذي نراه أحياناً عند محلّات الخضار والفواكه، أو اللحوم وغيرها، وهذا النوع من الغش عاقبته كبيرة، فقد كان السبب في عذاب قوم سيدنا شعيب -عليه السلام- الذين عُرفوا بغشّهم بهذه الطريقة، والنوع الآخر من أنواع الغش هو إخفاء عيوب السلع، فقد تكون السلعة منتهية الصلاحية، أو فيها ضرر معيّن يخفيه صاحبها، ويبيعها وكأنّها لا تشكو من شيء وهذا لا يجوز، والغش في الامتحان هو سرقة لمجهود الآخرين وهو من أنواع الغش أيضاً، وعدم الوفاء بالوعود والعهود غش كذلك، كما أن إخبار أحد معلومة غير صحيحة سواء في أمور العلم أو الحياة هو نوع من أنواع الغش الذي سيحاسب الله عليه الغشّاش، أو تقديم نصيحة غير صادقة له أيضاً.


أضرار الغش

من أكبر أضرار الغش هو نيل غضب الله سبحانه وتعالى، وعدم التوفيق، فلا يبارك الله للغشاش في أمواله، ولا في رزقه، وأولاده مهما كانت كثيرة، كما أنّ الغش يجعل الناس تكره الإنسان الغشاش وتبتعد عنه، والغش يخلق في المجتمع المشاكل والنزاعات، ويجعل الأفراد فيه غير آمنين ولا يشعرون بالطمأنينة والسكينة، وهو ما يخلق مجتمعاً غير متماسك أو متعاون يسهل على الأعداء اختراقه.


الخاتمة

الغش سلوك بغيض لا يكسب منه الإنسان سوى غضب الله تعالى، والمخطئ هو من يظنّ أن الغش سوف يزيد من رزقه وأمواله، فالغشاش لا يبارك له الله في رزقه مهما كان كثيراً، لذا علينا أن نتجنّب هذا السلوك البشع، وندعو الله أن يرزقنا الرزق الحلال المبارك.



للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن السرقة، تعبير قصير عن الصدق