المقدمة

يحق لإنسان أن يتملك ما يقدر على دفع ثمنه من عقارات، وسيارات، وحاجيات، وغيرها من الأمور، وهذا يعطيه حرية التصرف بها كما يريد، إلّا أنّ هناك بعض الأشياء التي تعتبر ملكاً عاماً للجميع، وهذا يعني أن الإنسان لا يستطيع شراؤها مهما بلغت ثروته، ومنها المؤسسات، والمباني الحكومية وغيرها، ومن هذه الممتلكات العامة الطرق، وهذا يفرض علينا واجبات معينة تجاهها.


الجلوس في الطريق

نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سلوكات معينة وذلك يعني أن فيها ضرراً بدون شك سواء للإنسان نفسه أو لمن هم حوله، ومن التصرفات التي نهانا عنها الرسول الكريم الجلوس في الطرقات، حيث قال لأصحابه عندما شكوا له عدم وجود مكان يجلسون فيه إلّا الطرق: (إِيَّاكُم وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقاتِ، فقَالُوا: يَا رسَولَ اللَّه، مَا لَنَا مِنْ مَجالِسنَا بُدٌّ، نَتحدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِس فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ، قالوا: ومَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَر، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بالْمَعْروفِ، والنَّهْيُ عنِ الْمُنْكَرِ)، ومن هذا الحديث نعرف سبب النهي عن الجلوس في الطرقات، حيث يكون هذا سباً في التضيق على المارة أثناء مرورهم، ومضايقتهم حيث لا يحب البعض المرور من أمام الجالسين في الطرق خاصة النساء، لأنهن يشعرن بالإحراج والحياء، كما أن الجلوس في الطرقات قد يكون سباً في الغيبة والنميمة إذا ما تكلم الجالسون عن المارين وأحوالهم، وأشكالهم وما إلى ذلك، وسبباً لغيرة والحسد.


حق الطريق

إذا كان الجلوس في الطرقات أمراً لا بدّ منه فعلينا اتّباع بعض الآداب في ذلك وهي: غض البصر حيث لا نظر ونتفحص كل من يمر من الطريق فنكشف عوراته، ونقارن حالنا بحاله إذا رأيناه يلبس شيئاً معيناً، أو يحمل شيئاً معيناً وغير ذلك، كما يجب علينا ردّ السلام على المارة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا رأيناه، والتأكد من أننا لا نغلق الطريق وأن هناك مساحة للمارة والسيارات، كما يجب علينا عدم التحدث بصوت عال أو مزعج للمارة أو للساكنين فيه، وعدم إحداث المشاكل في الحي، بالإضافة إلى عدم الجلوس لوقت طويل فيه، ولا ننسى إزالة الأذى عن الطريق من حجارة، أو زجاج مكسور، أو غيره.


الخاتمة

الجلوس في الطريق أمر غير محبب لمن يجد مكاناً يجلس فيه، لأسباب عديدة منها التضيق على المارة وإحراجهم، ولكن إن كان الجلوس بالطريق ضرورة فعلينا أن نحفظ حقه ونتبع آدابه.