المقدمة
في عصر يوم من الأيام الصيفية قرعت أمي باب غرفتنا ودخلت، كنا أنا وأخي أيهم جالسين نتبادل أطراف الحديث، فأخبرتنا بأنّ هناك مفاجأة ما، وهي أنّ أبي وافق أن نذهب لتناول طعام الغداء اليوم في حقل مجاور لنا، ففرحنا جداً وقررنا أخذ دراجاتنا الهوائية لنلعب بها هناك، وعندما انتهى الجميع ركبنا السيارة وانطلقنا باتجاه الحقل.
شجرة البلوط المعمرة
من بعيد بدت لنا شجرة كبيرة جدا قد غطت مساحة كبيرة من الحقل، لقد كانت في نصفه تقريباً فقرنا التوجه نحوها للجلوس تحتها، وما إن وصلنا حتى تبين لنا أنها شجرة بلوط، أخذت بالتجول حولها فأخبرني أبي أنّها من الأشجار الحرجية المعمرة، وهي دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها في فصل الخريف، كما أنها تعيش لسنوات عديدة تصل إلى 50 عاماً، فجذورها ثابتة في الأرض، وجذعها متين لغاية، حتى أنّ خشبها يعد من أغلى أنواع الأخشاب في العالم التي يُصنع منها الأثاث والمنازل.
جلسنا تحت الشجرة نتناول غداءنا وإذا بأصوات العصافير يطربنا، فنظرت إلى الشجرة من الأسفل فرأيت العصافير وقد بنت أعشاشها على أغصان هذه الشجرة المتشابكة مع بعضها البعض كأنها تشعر بالأمان فيها بعيداً عن أعين الصيادين،.كما أنها تتناول جزءاً من الثمر الموجود عليها، وبعد أن أنهينا طعامنا ذهبنا لركوب الدراجات، فيما أخذت أختي سلوى تجمع ثمار شجرة البلوط وأوراقها وتنظمها في خيط لتصنع منها عقداً جميلاً لذكرى، أما أخي سامي فأخذ يتسلق هذه الشجرة محاولاً الوصول إلى قمتها، وأثناء ذلك جاء بعض الأولاد محاولين كسر بعض أغصانها، فمنعهم أبي من ذلك موضحاً لهم فوائدها التي تمثل في تنقيته الهواء من حولنا، ومنع التربة من الانجراف، وتوفير مكان ظليل للجلوس فيه في فصل الصيف خاصة، وكونها مأوى للطيور، كما إنها مصدراً للأخشاب، ما جعلهم يمتنعون عن ذلك بعد أن أقنعهم والدي بكلامه.
الخاتمة
الأشجار هي حياة هذا الكوكب، وشجرة البلوط إحدى الأشجار الحرجية المهمة للحفاظ على نقاء الجو، والتربة من الانجراف، لذا علينا أن نحافظ عليها من القطع والرعي الجائر.