المقدمة

دخل أبي إلى المنزل حاملاً معه بعض الحاجيات، ولما فتحت أحد الأكياس وجدتُ فيه لوزاً، لكنه لم يكن كما اعتدناه ، فقد كان أخضر اللون جاف الملمس! أدخلته إلى المطبخ وأمضيت يومي، وفي المساء وأثناء مشاهدتنا لبرامجنا المفضلة أحضرت أمي طبقاً من اللوز، فرأيت أبي يزيل القشرة الخضراء عنه، ثم قشرة أخرى بنية اللون صلبة ليستخرج ثمرة اللوز التي اعتدنا على رؤيتها دوماً، لقد كان حقاً موقفاً غريباً، فأنا لم أر ثمرة اللوز كاملة من قبل.


شجرة اللوز

نحن الآن في فصل الربيع، والطرقات تتزيّن بأشجار اللوز، والمشمش، والخوخ على الجانبين، فهذا هو موسمها، حيث تكتسي بثوبها الملوّن المليء بالأزهار، وتفوح رائحة منها رائحة عطرة تملأ الطرقات، وشجرة اللوز ذات الأزهار البيضاء أو الوردية واحدة من الأشجار الموسمية التي تطرح ثمرها اللذيذ في فصل الصيف، إذ تتحول كل زهرة فيها إلى ثمرة لوز خضراء يانعة يحب مذاقها اللاذع أغلب الناس لا سيما مع الملح، أمّا البعض الآخر فيتركونه ليجف على الشجرة، ومن ثم يقطفونه ويزيلون القشرة الخضراء الخارجية عنه، ليجدوا قشرة بنية صلبة تُزال أيضاً للحصول على لب الثمرة، الذي يؤكل شهياً مع أطباق المأكولات والحلويات، وقد يُستخلص منه زيت اللوز المغذي جداً، والذي يُستخدم في مواد التجميل.


شجرة اللوز شجرة جميلة تتميز بأوراقها الخضراء الطولية في فصل الربيع، وبأغصانها المتشابكة، وهي شجرة غير دائمة الخضرة حيث تفقد أوراقها في فصل الخريف، وتستعيدها كل سنة في فصل الربيع، فتعلوها زهور ناعمة صغيرة الحجم باللون الأبيض، أو باللون الوردي، وهي ذات رائحة شذية لا توصف، يتساقط منها ما يتساقط بفعل الهواء وعوامل البيئة، أمّا ما بقي فإنّه ينمو حتى يتحول إلى حبّات لوز خضراء، وهناك نوعان من أنواع شجر اللوز هما شجر اللوز الحلو، وشجر اللوز المرّ، وهذه الشجرة الجميلة تصلح للجلوس تحتها أيضاً والاستمتاع بمنظرها ورائحتها الجميلين.


الخاتمة

شجرة اللوز شجرة معطاءة تحتاج منّا إلى العناية حتى تظل عروساً ترتدي ثوبها الأبيض الجميل كل ربيع، وتطرح لنا ثماراً نستهلكها طوال العام.