الأخلاق

تعني الأخلاق مجموعة القيم والمعتقدات الداخليّة للشخص، والتي تتحكّم في سلوكه بشكل تلقائيّ وفطري، وتمكّنه من التعامل على أساسها مع مَن هم حوله دون تفكير، وقد تكون هذه الأخلاق حميدة كالمروءة، والصدق، والشجاعة وغيرها، وقد تكون مذمومة مثل: السرقة، والبخل، والنفاق وغيرها، وقد قال الشاعر أحمد شوقي فيها:


صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه

فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ

والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ

والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ


صور الأخلاق الحميدة

ترافق الأخلاق صاحبها أينما حلّ وارتحل، وتنعكس في كلّ تصرّفاته وسلوكاته دونما تخطيط منه، فكما يُقال الطبع يغلب التطبّع دائماً، ومن صور الأخلاق الحميدة التي يجب على الإنسان التخلّق بها وتحرّيها حتى تصبح جزءاً لا يتجزّأ منه خلق الصدق في القول والفعل، فلا يكذب الإنسان مهما استعصت حوله الحلول، ولا يغش لأنّ الغش نقيض الصدق أيضاً، كما أنّ الكرم مع المحيطين، وتجنّب البخل واحد من أعظم الأخلاق، وكذلك الإيثار والابتعاد عن الأنانية، ومراعاة شعور الآخرين، ومساعدتهم والإحساس بهم دوماً، كما أنّ الحلم وسعة الصدر من أعظم الاخلاق التي تُكسب الإنسان رضا الله ومحبّة الناس، والكثير من الأخلاق الأخرى التي لا يتّسع لذكرها المقام.


طرق التحلّي بالأخلاق

عُرف القدماء ببعض الأخلاق الحسنة كالكرم، والمروءة، والشجاعة وغيرها من الأمور قبل أن تاتي الديانات وتقرّها وتعلّمها لهم، وهو ما يدلّ على أنّ بعض الأخلاق فطريّة جُبل عليها الإنسان فقد قال رسول الله صلّى الله مرّة لأحد الصحابة: (إنَّ فيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُما اللهُ الحِلْمُ والأناةُ، قال : يا رسولَ اللهِ أنا أَتَخَلَّقُ بهما أَمِ اللهُ جَبَلَنِي عليهما؟ قال: بَلِ اللهُ جبلكَ عليهما، قال: الحمدُ للهِ الذي جَبَلَنِي على خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهما اللهُ ورسولُه) (حديث صحيح)، فيما تكون بعض الاخلاق مكتسبة يتعلّمها الإنسان بطرق عدّة، ويجاهد نفسه حتى تصبح جزءاً من منظومته الأخلاقية.


فمن طرق التحلّي بمكارم الأخلاق سلامة العقيدة، فالقرب من الله تعالى، واتّباع نهجه سينعكس على أخلاق الإنسان بالخير لا بدّ؛ لأنّ أوامر الله ونواهيه لم تأتي إلّا بالخير، بالإضافة إلى ضرورة مجاهدة الإنسان لنفسه، وردعها كلّما حاولت التوجّه إلى ما فيه سوء، فمخالفة الهوى أساس في اكتساب الأخلاق الحميدة على الأغلب، كما أنّ التضرّع لله تعالى بأن يمنّ على الفرد باتّباع خيرة الأخلاق وإكسابه إيّاها لا بدّ أن يُجاب إذا كان الإنسان مخلصاً في دعائه هذا، ولأنّ لمحيط الشخص ومن يصاحبهم تأثيراً واضحاً وكبيراً على أخلاقه وسلوكه على الإنسان أن يتحرّى إحاطة نفسه بالصحبة الطيّبة الصالحة التي تحثّه دوماً بأقوالها وأفعالها على مكارم الأخلاق، وتبعده عن المذموم منها، كما يجد الإنسان في كُتب سِيَر الأنبياء والصحابة له أسوة حسنة في أخلاقهم وسلوكاتهم يمكنه التدبّر فيها، ومحاولة التحلّي بها في مواقف حياته اليوميّة.


الخاتمة

الأخلاق الحميدة بذرة تُنبت أحلى الثمر إن نحن تحلّينا بها، وزرعناها في أولادنا وطلابنا، وما أجمل الإنسان الخلوق الذي يُعرف عنه حسين السيرة، وحلو الأثر فهو لا يغيب عن الخاطر وإن غاب النظر.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الغش، موضوع تعبير عن السرقة