الموضوع الأول

المقدمة

استيقظ أهل الحي كلّهم اليوم على جلبة في الشارع المجاور، فقمنا نستطلع الأمر، فإذا به فادي ابن الجار أبي غسان وقد صفّدته قوات الشرطة واقتادته إلى المركز الأمني بتهمة سرقة بيت جارنا أبي عزيز منذ أسبوع، لم يصدّق أحد منّا أنّ فادي هو من فعل فعلته هذه، تحركت سيارة الشرطة إلى المركز الأمني تاركة خلفها مشهداً حزيناً تهافت به الجيران على الأم المكلومة التي تسابقت عبراتها من هول الصدمة والحزن، فيما تعالت صرخات أخوات فادي حسرة على أخيهنّ.


آفة السرقة

لملمنا نفسنا عائدين إلى المنزل، غير مصدقين ما حدث، ففادي ذلك الشاب الذي لطالما عُرف بخلقه وأدبه يفعل ذلك؟ قلت لأبي، فأجابني: يؤسفني ذلك حقاً، وما أكبر خيبة الآباء والأمهات الذين قضوا أعمارهم يشقون ويتعبون لئلا يحرموا أبناءهم من شيء، ليكون هذا جزاؤهم بالنهاية!

قالت أمي: لكن ما الذي يدفع شاباً مثله للسرقة، وكيف استطاع ذلك وهو الشاب الخلوق الذي نعرفه منذ أن سكننا في الحي منذ عشرين عاماً؟

قال أبي: للسرقة دوافع كثيرة يا عزيزتي، قد يكون أبسطها الفقر والعازة، وهذا لا يعني أنّهما مبرر، فكم من فقير شريف تربى وربى أبناءه على القناعة والرضا، والاكتفاء بالمقسوم، لكن بعض الشبّان ممن لا يستطيع ذويهم توفير متطلبات هذا العصر المتزايدة لهم قد يلجؤون -لضعف نفوسهم- إلى السرقة لإشباع رغباتهم المادية، ومجاراة أقرانهم، لا سيما إن كان أقرانهم هؤلاء من طبقة اجتماعية أعلى من تلك التي ينتمون إليها هم.

قالت أختي ربا: معك حق يا أبي، فالإنسان إن لم يتسلّح بالقناعة بما لديه، والرضا بما يملك أكلته نيران الغيرة والحسد، ودفعته ليفعل ما لم يتصور أن يفعله يوماً مثل السرقة.

قال خالد: وللسرقة دوافع أخرى مثل الحاجة للمال لشراء الممنوعات، مثل المسكرات والمخدرات، والتي تدفع الإنسان لارتكاب ما هو أشد من السرقة للحصول عليها، عافانا الله وإياكم منها.

قالت أمي: نعم نعم، هذا صحيح، فلطالما سمعنا من هذه القصص ما يشيب له شعر الرأس، فالفضيلة تجر فضيلة، والرذيلة والخطأ يجرّان رذيلة، لذا على الآباء أن يغرسوا في أبنائهم ضرورة الامتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، وأن يربوهم تربية صالحة تعينهم على مواجهة مثل هذه الأخطار بأنفسهم.

قالت ربا بحزن بالغ: مسكينة هي أمّه، كم أشفقت عليها.

فردّت أمي: لو أنّ السارق يفكّر في عواقب فعلته الأخروية والدنيوية لما كان ليفعل فعلته، فمن أجل مبلغ من المال يغضب رب العالمين ويحصد سخطه، ويخسر ثقة المحيطين به، ويخيّب آمال والديه وعائلته، ويحصد سمعة سيئة سترافقه طوال عمره بين الناس، فهو الخاسر أولاً وأخيراً وإن أصبح من أغنى أغنياء العالم.

قال أبي: صدقتِ، لكن أتعلمون؟ السرقة لا تعني بالضرورة سرقة الحاجات المادية لشخص آخر فقط، لكنها يمكن أن تكون سرقة أدبية أو علمية أيضاً.

ردََ أخي سليم: وماذا يعني ذلك يا أبي؟

أبي: السرقة العلمية يا سليم تعني نسبة أحد الاكتشافات، أو التقارير، أو البحوث العلمية أو النظريات لغير صاحبها؛ رغبة في تحقيق المجد والشهرة، أما السرقة الأدبية فتعني نسبة أحد النصوص الأدبية أو القصائد أو غيرها لغير صاحبها لنفس السبب أيضاً.

قلنا جميعا: هذا صحيح يا أبي، أبعدنا الله عن السرقة بجميع أشكالها.


الخاتمة

إن من حُسن خلق المرء الرضا بما قسم الله له من رزق، والسعي لزيادته وتكثيره، وعدم الاعتداء على أملاك الآخرين المادية أو المعنوية، فالسرقة سلوك شنيع يخلّف سخط الله تعالى، ونبذ الشخص من قبل الآخرين.


الموضوع الثاني

المقدمة

تعني السرقة بمفهومها البسيط الاستيلاء على أملاك الغير بغير علمهم أو رضاهم باستخدام القوّة والمواجهة، أو التخفّي، وللسرقة أشكال عدّة منها: النهب، والاختلاس، والاحتيال، والسطو، وحتى السرقة الأدبيّة التي تعني نسب نتاج أدبي معيّن إلى شخص ما، ليس هو كاتبه الأصلي، أو نقل هذا النتاج دونما نسبه لكاتبه الأصلي، والسرقة ظاهرة بغيضة تترتّب عليها الكثير من الآثار السلبيّة التي تضرّ بالفرد والمجتمع.


آثار السرقة السلبيّة

حرّمت الأديان جميعها وديانة الإسلام أوّلها السرقة، فقد جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد، وَأيْمُ اللهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا" ، وفي ذلك تشديد على إقامة الحدّ على السارق لما في السرقة من ضرر، فالسرقة تتسبّب للفرد بغضب الله رب العالمين، وعدم توفيقه في أمور حياته كافّة، كما أنّها تقلل من احترامه وقيمته في المجتمع بعد أن يُعرف عنه أنّه سارق، بالإضافة إلى أنّها قد تتسبب بضياع مستقبله ومستقبل عائلته إن تمّ سجنه بسبب ما أقدم عليه، أمّا بالنسبة للمجتمع فتتسبّب السرقة بفقدان الأمان والاستقرار فيه، لما ينتشر فيه من أكل حقوق الآخرين، وجرائم متعدّدة كالقتل، والاعتداءات بدافع السرقة، وهو ما سيسبب الفوضى في أركان هذا المجتمع ويجعله مكاناً متهالكاً غير صالح للعيش.


دوافع السرقة

تتعدّد أسباب السرقة وتنعدم مبرّراتها، إلّا أنّ ضعف الوازع الديني وانعدام الضمير يبقى أوّل هذه الأسباب، فعند البحث عن أسباب هذه الظاهرة تبيّن أنّها من الممكن أن تأتي نتيجة للفقر، حيث تدفع الحاجة ونقص الموارد الأساسيّة اللازمة للعيش بعض الأفراد إلى سلوك طريق السرقة، فيما قد تكون الرغبة من الانتقام من شخص ما بسرقة ماله أو إحدى ممتلكاته دافعاً آخر لها، بالإضافة إلى أنّ الغيرة والرغبة في الظهور بمظهر اجتماعيّ واقتصادي معيّن يجاري فيه السارق محيطه وأصدقاءه قد تكون سبباً للسرقة في بعض الأحيان، فيما قد يلجأ بعض المدمنين على المواد المخدّرة إلى السرقة لتأمين مصروفاتهم عليها أحياناً.


الخاتمة

يُعتبر التعدّي على الآخرين بأيّ طريقة من الطرق أمراً مخالفاً للشريعة والقوانين، والسرقة صورة من صور هذا التعدّي على الإنسان الابتعاد عنها، واتّقاء الله، والابتعاد عن رفقاء السوء الذين قد يدفعونه إلى مثل هذه الأمور بشكل تدريجي.


للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن نصح صديق بترك السرقة، موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق