آفة التدخين

وهب الله تعالى الإنسان روحه كأمانة عند خلقه، وأمره بالمحافظة عليها من كل ما قد يؤدّي بها إلى التهلكة، أو يصيبها بضرر، فروح الإنسان لله تعالى وهو مستأمن عليها، وقد قال تعالى في ذلك في محكم التنزيل: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، ومن تلك الأشياء التي قد تلحق الضرر في هذه الروح آفات عديدة كالخمر، والمخدرات، والسجائر، ومن هنا جاء تحريمها جميعها لما فيها من ضرر جسيم يلحق بصحة الإنسان، فيقعده عن الغاية الأساسية من خلقة وهي إعمار الكون.


أضرار التدخين

لم يحرّم التدخين إلّا لأضرار عديدة جمعتها هذه اللفافة البيضاء في لونها، السوداء بما تحتويه من سموم، فقد أثبتت الدراسات العلميّة والطبيّة على مدى سنوات عدّة بأنّ ما تحتويه هذه اللفافة من مواد سامة كالنيكوتين، والقطران، وأحادي أكسيد الكربون وغيرها قد تؤدي إلى أمراض خطيرة جداً من شأنها أن تلحق الضرر في الإنسان بما تسببه له من أمراض قلب وشرايين، وأوعية دموية، بالإضافة إلى تسبّبها في رفع احتمالية إصابة الشخص بالجلطات الدماغيّة بمقدار أربع مرات مقارنة مع غير المدخّنين، وما يسبّبه أيضاً من سرطانات رئوية، وفموية، ومريئيّة، بالإضافة إلى سرطانات اللثة، وتساقط الأسنان ورائحة النفس المنفّرة، والتهابات المفاصل وغيرها الكثير من الأمراض.


لا يقتصر ضرر التدخين على ما يلحقه من أمراض صحيّة بالشخص نفسه، وإنّما يتعدّاه ليؤثّر على مستواه الاقتصادي وما ينفقه سنوياً على هذه الآفة من مبالغ كان يمكنه استثمارها في نفعه ونفع أسرته بطريقة من الطرق، يُضاف إلى ذلك تأثيره السلبي على الأفراد المحيطين به، حيث يتعرّض هؤلاء لما يُسمّى بالتدخين القصريّ وهو ما يعني استنشاقهم للمواد الصادرة من لفافة التبغ، وتضرّرهم منها دون رغبة منهم في ذلك، وهو ما يؤثّر على صحّتهم أيضاً، ناهيك عمّا يسببّه التدخين من ضرر يلحق في البيئة وهوائها، وتوسّع ثقب الأوزون فيها.


يستدعي كلّ ما سلف من أضرار توقّف المدخّن والتفكير للحظة بكيفية الامتناع عنه، حيث يتطلّب ذلك منه إدراكاً تاماً لما يسببه من أضرار له ولعائلته ومحيطه، ومن ثمّ الاستعانة بالله على ترك هذه الآفة، والابتعاد عن المدخّنين وجلساتهم التي قد تغري بالعودة إليه، بالإضافة إلى التخلّص من الأدوات التي تشجّع عليه كالمنفضة، والولاعة، وعلبة السجائر نفسها، فيما تساعد الرياضة بشكل كبير على التخلص من هذه العادة السيئة عن طريق تخليص المدخّن من التوتر الذي قد يلحق به بسبب تركه للسجائر بادئ الأمر، وإشغال وقت فراغه، وينصح الخبراء في تناول اللبان الذي قد يساعد في هذا الأمر.


الخاتمة

في لفافة التبغ تكمن أضرار وأخطار كبيرة على العاقل أن يتجنّبها ليعيش عمره بصحّة وعافية، فالروح والصحة أمانة سلّمها الله للإنسان لا يجوز التفريط فيها، وبالإصرار والإرادة، والإدراك والوعي يستطيع الإنسان استبدال هذه العادة الذميمة بغيرها من العادات الإيجابية التي ترتقي به، وتنفعه.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الشباب، موضوع تعبير عن المخدرات