المخدّرات

وهب الله الإنسان روحاً وجسداً عندما خلقه وأرسله ليعمر هذه البسيطة، وطالبه بالمحافظة عليهما من كلّ ما قد يلحق بهما الأذى، ومن الآفات الكثيرة التي يمكن أن يعرّض الإنسان لها نفسه: التدخين، والخمور، والمخدّرات، وهي تراكيب كيميائيّة مصنّعة، أو نباتية تصيب الجسم بالخمول والفتور، وتشل نشاطه لفترة زمنية معيّنة وتتسبّب لمتعاطيها بالإدمان، فيما تعرّضه للإصابة بالكثير من الأمراض الجسديّة والنفسيّة، وهي من الأمور التي حرّمها الله في كتابه لما فيها من ضرر، حيث قال تعالى: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).


أضرار المخدّرات

لم يحرّم الله أمراً إلّا لضرر، وللمخدّرات أضرار كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، ولكنّها تتنوّع بين أضرار نفسيّة، وجسديّة، ومجتمعيّة فتّاكة، فلو عرف متعاطي هذه المواد المخدّرة ما سيلحق به من أذى، وما سيصل إليه من مراحل مأساوية في حياته لم يقدم يوماً عليها، فقد أثبتت العديد من الدراسات الطبيّة والعلميّة تأثير هذه المواد السامّة على أجهزة الجسم المختلفة والدماغ، فإنّ تأثيرها يطال القلب والجهاز الدوراني، كما يطال الكبد المسؤول عن تصفية الدم من السموم وتعاطي المخدّرات يزيد من الضغط على هذا العضو ممّا قد يتسبّب بمرض تليّف الكبد، حيث يُعتبر متعاطي المخدّرات أكثر عرضة بست مرّات من الأشخاص العاديين للإصابة بهذا المرض، أمّا بالنسبة للدماغ فإن تعاطي المخدّرات يتسبّب في تلف الخلايا والمستقبلات العصبيّة فيه مع مرور الوقت، وهو ما يتسبّب له بحالات من الهذيان والخلط بين الواقع والخيال، وتعاطي المخدّرات عن طريق الأنف يضر بالغشاء المخاطي فيه ممّا يعطّل عملية فلترة الهواء الداخل إلى الجسم، وما يترتّب على ذلك من مضاعفات قد يؤدي تطوّرها إلى فقدان حاسة لشم، والتهابات في الحنجرة، وطنين في الأذن، وصعوبة في التنفس وغيرها من الأمور، ولا ننسى أنّ تعاطي المخدّرات قد يكون سبباً رئيسياً في نقل بعض الفايروسات مثل فايروس الكبد الوبائي، وفايروس الإيدز عبر ما يُستخدم في هذه العمليّة من أدوات ملوّثة على الأغلب.


المخدّرات آفة مجتمعيّة تهدر طاقة الشباب وتوجّهها إلى الهاوية، فمتعاطي المخدّرات ينشغل بحالته النفسية السيئة وما يراوده من أحلام يقظة ووساوس، وهلاوس سمعيّة وبصرية، وما يلجأ إليه من حيل دفاعيّة مثل الكذب، والغش، والسرقة أحياناً لتأمين مصاريف هذه المواد السامة، عن نفع نفسه وتطويرها، ونفع أفراد أسرته ومجتمعه، بل ويغدو عالة على هذا المجتمع يضرّ ولا ينفع.


الخاتمة

على كل فرد من أفراد المجتمع التنبّه إلى أنّ آفة المخدّرات آفة مدمّرة للفرد والأسرة، والمجتمع، ممّا يوجب عليه الحذر منها، حيث يتطلّب ذلك من الشخص الاستعانة بالله لإبعاده عن طريقها، والابتعاد عن رفقاء السوء الذين قد يعتبرون الدافع الأول لمثل هذه الآفات، وإشغال وقت الفراغ بكلّ ما هو مفيد؛ إذ يُعتبر باباً للكثير من المفاسد.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الصحة، موضوع تعبير عن الشباب