نسب الرسول

هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، الذي يعود نسبه إلى قبيلة قريش، والمولود يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل من عام الفيل لأبيه الذي توفي وهو جنين في بطن أمّه، أمّا أمّه فهي آمنة بنت وهب التي وهبت له كلّ حياتها، واعتنت به خير عناية حتى توفّيت عند بلوغ النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم سن السادسة، وتركته لجدّه عبد المطّلب الذي رعاه وربّاه إلى حين موته، ليتكفّله بعد ذلك عمّه أبو طالب وينزله منزلة أبنائه، ويرعاه صبيّاً ويافعاً.


صفات الرسول الخلقيّة والخُلقيّة

يقول الشاعر لشدّة حيرته في وصف الرسول الكريم:


يا حيرتي ماذا أقول

في وصف مولانا الرسول

بوصفه يا ربّ أشدو

وبحبّه أرجو القبول


فكلمات اللغات تقف عاجزة مهما تعدّدت عن وصف المصطفى المختار، فقد كان عليه السلام كما تقول المصادر مربوع القامة لا بالطويل ولا بالقصير، وإن كان أقرب إلى الطول منه إلى القصر، كما كان أزهر اللون لا بالأسمر ولا بالأبيض، وكان أيضاً مستدير الوجه كالقمر أو الشمس في نوره، واسع العينين شديد سواد الحدقة، فيما كان أسود الشعر، عريض المنكبين، سليم الأعضاء، ومتناسق القامة عليه أفضل الصلاة والسلام، أمّا عن صفاته الخُلقيّة فبشرٌ منزّهٌ من كل خُلق ذميم، وكيف لا يكون كذلك وقد اصطفاه من بين الخلق كلّهم رب العالمين!


كان صلّى الله عليه وسلّم عليماً حليماً، أشدّ الناس علماً بأوامر الله، وأكثرهم حلماً وسعة في الصدر عند تعامله مع العالَمين، فلا يغضب إلّا لربّ العالمين، وكان العفو أولى شيمه، وقيل عنه أنّه كان حيّياً شديد الحياء، وشجاعاً أيّما شجاعة، وقد عُرف عنه دماثة الخلق في التعامل مع الكبير والصغير، فكان يجالس أصحابه، ويمازحهم، ويمازح الصبيان ويطيّب خواطر المكسورين منهم، فقد كان قليل الضحك كثير الابتسام، ولم يكن يذمّ أو يعيب أحداً قط، وكان شديد التواضع، رحيم بمن حوله يخدم أهل بيته، وقد سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها مرّة عمّا كان يفعل في بيته، فقالت: "كان في مهنة أهله - أي في خدمتهم -، فإذا حضرت الصلاة خرج إليها"، وكان يزور المساكين، ولا يعترض على طعام قط مهما كان، وكان عليه الصلاة والسلام شديد الكرم وإن ضاق الحال.


سُمّي عليه الصلاة والسلام بالصادق الأمين قبل بعثته حتى، فقد عُرف بصدقه في القول والفعل بين قريش وبقيّة القبائل، كما عُرف بأمانته التي كان يؤديها لصاحبها إن عظُمت أو قلّت، ولأمانته طلبت منه السيدة خديجة بن خويلد أن يكون رفيقها في هذه الحياة بعد أن شهدت هذه الصفة فيه عند تجارته لها بأموالها، كما اتّصف نبيّنا الكريم بالرحمة، وكان يتجلّى ذلك في دعائه لأمّته بالرحمة حتى البكاء، وفي تواصيه وتوصيته بالنساء، والأطفال وحتى بالحيوانات، والكثير الكثير من الصفات الأخرى التي لا يتّسع لذكرها المقام، وتجفّ لكثرتها الأقلام.


الخاتمة

تضيق الكلمات عند الحديث عن المصطفى صلّى الله عليه وسلّم مهما اتّسعت، وتعجز مهما كانت قادرة، فلا يسعنا إلأّ أن نصلّي على الصادق الأمين ونقتدي به في شتّى مناحي حياتنا.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف، موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق