مولد الرسول

قال الشاعر:

إني أُطَالِعُ في السَّماءِ

كَأَنَّها سِفْرٌ جليلْ

وأرَى النُّجُومَ تَمَثَّلَتْ لي

كالملائك في مُثُولْ

وَإِذَا بِصَوْتٍ مِنْ ضَمِيـرِ

الْكَوْن مُبْتَهجاً يَقُولْ

في مثل هَذي اللَّيلةِ

الْغَرَّاء قَدْ وَلِدَ الرَّسُولْ

وَأَشَعَّ نُورُ مُحَمَّدٍ

فَوْقَ الرَّوابي والسُّهُولْ

مَلأَ الزَّمَانَ وَكَانَ قَبْلُ

يَهِيمُ في لَيْل طَوِيلْ


كان يوم الثاني عشر من شهر ربيع الثاني لعام الفيل يوماً بهيجاً وُلد فيه أحسن الخلق وأنبلهم، فملأ السماء والأرضين ضياء، واحتفت فيه الدنيا فهو خير من أنجبت النساء، إنّه محمد بن عبد الله فخر قبيلة قريش وشريفهم بلا استثناء، فعليه أفضل الصلاة والتسليم في كلّ وقت، وفي كلّ صبح ومساء.


مظاهر المولد النبويّ الشريف

يستحقّ ذلك الكريم اليتيم الذي توفيّ عنه أبوه وهو جنين في بطن أمّه، وتوفيت عنه أمه وهو في عمر السادسة، فتحوّل أمره إلى جدّه عبد المطّلب ثمّ إلى عمه أبو طالب بعد وفاة جدّه أن يتحرّى المسلمون في كافة الأقطار العربيّة والإسلامية اليوم الذي وُلد فيه رسولهم الكريم، وخاتم الأنبياء والمرسلين، وليس باستطاعتهم إمساك قلوبهم وأرواحهم عن الاحتفاء بهذا اليوم رغم علمهم بأنّه ليس من أعياد المسلمين، ليكون هذا اليوم الذي تعلنه معظم الدول يوم عطلة رسميّة يوماً ذا طابع خاص تُسمع فيه الموشّحات والمدائح النبويّة الجميلة بأصوات كبار المُنشدين كالنقشبندي وغيره، والتي تعطي طابعاً روحانياً خاصاً، فيما تعجُّ البيوت والأسواق بروائح البخور، والعود الجميلة، وتوزّع الحلويات في المحال التجاريّة، ويُباع بعضها الآخر على وجه الخصوص في هذا اليوم، فيُعرف حلو المشبّك، أو التمرية مثلاً، أو المعروك وغيرها من الأصناف التي تراها محمولة على أكفّ الأفراد المتوجّهين لزيارة بعضهم في هذا اليوم، وتضجّ الهواتف برسائل التهنئة في هذا اليوم، وتمتلئ وسائل التواصل الجتماعي بالمنشورات التي تدعو إلى الصلاة على الحبيب وإحياء سنّته، وغيرها من الأمور الجميلة التي تُلمح فيها خصوصية هذا اليوم.


واجبنا في يوم المولد النبوي الشريف

يُستحسن في مثل هذا اليوم إحياء سنّة الرسول صلى الله عليه وسلّم بين الكبار والصغار، ويكون ذلك بعقد حلقات الذكر التي تناقش صفاته، ومناقبه، ومواقفه المختلفة للتأسّي بها، كما يكون ذلك بكثرة الصلاة عليه، ومناقشة الأحاديث النبويّة وحفظها ففيها ما يزكّي الروح، ويطهّر النفس، ويجمّل الأخلاق، كما أنّ في جمع الأطفال وتعريفهم بهادي أمّتهم وحبيبهم المصطفى، وتوعيتهم به وبسيرته ضرب من ضروب إحياء سيرته يُستحسن في مثل هذا اليوم، وفي كلّ يوم، فالاقتداء برسول الله لا يكون في يوم واحد من الأيّام بل على مرّها، لنيل شفاعته صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة.


الخاتمة

إنّ خير ما يُنتفع فيه في يوم ميلاد الرسول الشريف إحياء سنّته، والصلاة عليه لنيل رضا الرب، وشفاعة النبيّ يوم القيامة، إذ قال في ذلك صلّى الله عليه وسلّم: (ما من أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ عليهِ السلامَ)، وهذا أصلح الحب، وأنفع العمل.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الرسول