المقدمة
يُقال على ألسنة العامة " ما زاد شيء عن حدّه حتى انقلب ضده" وهذا الأمر صحيح، وينطبق على جميع أمورنا الحياتية بكل ما فيها، ومن ذلك أعداد السكان المتزايدة باطراد كبير لا يتوافق مع الموارد المتوافرة في الدول، حيث يسمى ذلك بالزيادة السكانية أو التضخم السكاني، وهو أن يفوق عدد السكان في بلد ما حجم ما فيه من موارد غذائية، ومائية، وخدماتية، وباتت هذه المشكلة عالمية لا يقتصر وجودها على بلد معين، وهو ما يحتّم تضافر الجهود لإيجاد حلول مناسبة لها.
الزيادة السكانية
تختلف الأرض بكل ما فيها على مدى العصور، فترى مبالغة من بني البشر في كل الأشياء الموجودة عليها، ومن بعض هذه التغيرات التي تستدعي الالتفات لها زيادة عدد سكان العالم بشكل مطّرد يفوق ما هو موجود في البلدان من إمكانيات غذائية، وصحية، وخدماتية، وهو ما يؤثر عليهم سلباً بالدرجة الأولى في المستقبل، فقضية الإنجاب لا تبدو قضية فردية تخصّ الأبوين أنفسهم وحسب، بقدر ما هي قضية عامة تخص بلداً بأكمله، إذ تُطالَب هذه البلدان بتوفير ما يلزم الأفراد من مأكل ومشرب وتعليم، وصحة وفقاً لما يتناسب مع إمكاناتها كدولة، وهو ما يعني تشكيل مصدر ضغط كبير عليها إن فاق عدد السكان في وقت ما حجم هذه المصادر فيها، فهي وإن كانت كبيرة مصادر محدودة بالنهاية مهما كان حجمها، ما يعني عدم حصول الفرد على كفايته من الطعام، أو الشراب، أو العناية الصحية، أو الفرص التعليمية، أو فرص العمل، والرفاه إن استمر الحال على ما هو عليه.
وهذا أمر متوقع وطبيعي يجب على الأُسر أخذه بعين الاعتبار والجدية، حيث تنتشر بعض الأفكار المغلوطة في بعض البلدان بضرورة تكثير النسل والتوكل على الله الرازق في تأمين حاجاتها فيما بعد، وهو ما يُعدّ فكراً مشوّهاً يتسبب في عبء يثقل كاهل رب الأسرة أولاً، والدولة ثانياً، ولجاحد كلامي أن يتخيّل حجم المجهود البدني والنفسي الذي يحتاج أب لأسرة مكونة من ثمانية من الأبناء لبذله حتى يحقق لهم كفايتهم من الطعام، والشراب، والملبس، والخدمات الصحية، والرفاه، مقابل أب لأسرة مكونة من ثلاثة من الأبناء مثلاً، لا سيما في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها العالم أجمع.
حلول الزيادة السكانية
يجب على الدول والأفراد أن تتعاضد سوياً لحل هذه المشكلة التي بدأت تظهر نتائجها جلياً في الآونة الأخيرة، وستتفاقهم ما لم يتم حلها، ويكون ذلك بنشر الوعي بين الأفراد بضرورة تنظيم النسل بما يتناسب مع إمكانات أربابها، وإمكانات الدولة بعقد الندوات التوعوية وغيرها، بالإضافة إلى النهوض -قدر الإمكان- بالقطاعات الصحية، والتعليمية، والاجتماعية للقيام بدورها تجاه الأفراد، وتسخير موارد الغذاء والشراب بشكل أمثل للتأقلم مع أعداد السكان المتزايد لحين السيطرة على هذه المشكلة.
الخاتمة
الأمن الغذائي والمائي مسؤولية كل فرد موجود على هذا الكوكب، إذ يستطيع الإنسان التحكم في مشكلة الزيادة السكانية وحلّها على المدى البعيد إن هو أدرك أنّه مفتاح هذه المشكلة، والمتحكم الرئيسي بها بالأساس، ويكون ذلك بوعيه، وتخطيطه للإنجاب وفقاً لإمكاناته وإمكانات الدولة التي يعيش بها.
للمزيد من مواضيع التعبير: