المقدمة

تعتبر الثروة المائية عنصراً أساسياً من عناصر الوجود على سطح الأرض، ونحن حين نقول ثروة، فإننا نعني ذلك بالفعل، فالماء وإن كانت نسبة وجوده تعادل ثلاثة أضعاف اليابسة تقريباً إلّا أنّ ما هو صالح منه للشرب أقل من ذلك بكثير، وهو ما يحتّم على الدول والأفراد التعاضد للحفاظ على هذا الكنز الطبيعي الذي لا يعوّض خسارته أي شيء في الوجود، وتكون أساليب الحفاظ على الثروة المائية بالوقوف على أسباب هدرها وضياعها ومعالجتها.


أسباب هدر الماء

يجهل الكثيرون أهمية الماء بالنسبة للكائنات الحية على سطح الأرض فيفرطون به، وهو الأمر الذي سيقودنا إلى مشكلة كبيرة لا حل لها إن استمر الأمر على ما هو عليه، ويكون هدر هذه الثروة المائية بممارسات عديدة يقوم بها الأفراد أو الجماعات، ومنها تلويث المياه بمصادر التلويث المختلفة بالمخلّفات على أنواعها؛ مما يغير من خصائصها الفيزيائية أو الكيميائية ويجعلها غير صالحة للشرب، كما يؤدي استهلاكها بإفراط ودون وعي إلى خفض نسبتها وشحّها في المستقبل، والإنسان العاقل هو من سيقف على هذين السببين ويعالجهما قبل تفاقهم المشكلة.


دور الدول في الحفاظ على الثروة المائية

تستطيع الدول والأفراد متكاتفة الحفاظ على الثروة المائية من خلال اتباع عدة تدابير أولها وضع القوانين الصارمة على كل من يقوم بتلويث المسطحات المائية من مصانع، ومزارعين، ونواقل بحرية وغيرها، بالإضافة إلى فرض القوانين التي تُلزم المصانع بالتخلص من نفاياتها على نحو آمن بعيداً عن هذه المسطحات، كما يجب دفن النفايات المشعة وغيرها في أمكن بعيدة لئلا تطال المياه الجوفية التي تعد مصدراً أساسياً من مصادر المياه، ومن الأمور التي من شأنها المحافظة على المياه أيضاً معالجة مياه الصرف الصحي وتنقيتها باستخدام الطرق الحديثة، وإعادة استخدامها في مجالات أخرى.


دور الأفراد في الحفاظ على الثروة المائية

إنّ لكل فرد يداً وقدرة على الحفاظ على الثروة المائية بترشيد استهلاكها، ويكون ذلك باتخاذ تدابير عدّة أولها شراء الأجهزة الموفرة، ووضع قطع الترشيد على صنابير المياه في البيت، وعمل صيانة دورية للخزانات وأنابيب المياه لضمان عدم هدرها، بالإضافة إلى استخدام أساليب الري التي تحد من استهلاك المياه، وخفض وقت الاستحمام، وإعادة استخدام المياه الناتجة عن غسل الخضار والفواكه في عملية الري أو تنظيف ساحات المنزل مثلاً، بالإضافة إلى غسل السيارات مرة أسبوعياً باستخدام الدلو لا الخرطوم، والتبليغ عن أي أعطال في شبكات أنابيب المياه في الشوارع والأماكن العامة.


الخاتمة

قال الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، وفي هذه الآية الدليل القاطع على ارتباط الحياة بالماء، لذا علينا العمل بشكل جاد ومتكاتف للحفاظ على هذه الثروة الغالية من الانحسار والتلوث، وليس ذلك بالأمر الصعب، بل هو باتباع التدابير سالفة الذكر حتى نعيش على هذا الكوكب بسلام مائي مدى الحياة.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن ترشيد استهلاك الماء، موضوع تعبير عن كيفية تطوير المدن