المقدمة
في هذه الليلة الصيفية المقمرة، ذات النسيم العليل والقمر المضيء، خطر لي وأنا أناظر السماء الصافية قوله تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ)، إذ كان كوكب الزهرة يبدو لي كنجمة متلألئة في عتم السماء، وهي ظاهرة فلكية تحدث كل مدة ليست بالبعيدة، حيث يتجلّى خلالها كوكب الزهرة فيبدو مضيئاً مرئياً بالعين المجردة من على كوكب الأرض، وكأنّه قطعة زمرد في جيد فتاة حسناء، فسبحانك اللهم ما أعظمك!.
زينة الكواكب
عُرفت الكواكب منذ قديم الزمان، ومن منّا لا يعلم قصة خليل الله إبراهيم إذ تراءى له كوكب في جوف السماء، فساءلته نفسه إن كان ربّاً يستحق العبادة أم لا، كما عرفت الكواكب في شتى الحضارات القديمة مثل الحضارات الفرعونية، واليونانية وغيرها، والكواكب لمن لا يعلم إنّما هي أجرام سماوية ذات كتلة عالية، تسير في مسارات حول النجوم على الأغلب أو حول بقاياها، في حركة محسوبة ومنتظمة رسمها الله رب العزّة فجرت بأمره فيها دون أن تحيد، وإنّ من أكبر الأمثلة على عظمة الخالق في ذلك كواكب مجموعتنا الشمسية التي رُسمت مداراتها بدقة متناهية يعجز الإنسان عند الحديث عنها عن الوصف.
تزدحم السماء الدنيا بالعديد من الكواكب التي تزيينها وكأنها مصابيح، ولكن مما لا نعرفه أنّ هناك آلاف الكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسية خاصتنا، أما عن كواكب مجموعتنا فهي ثمانية أربعة منها كواكب غازية عملاقة وهي المشتري، ونيبتون، وأورانوس، وزحل، والأخرى صخرية بطبعها وأصغر حجماً، وهي الأرض، وعطارد، والزهرة، والمريخ، إذ يحمل كل كوكب منها العديد من الخصائص الذي تميّزه عن غيره، وإنّ الكوكب الوحيد الصالح للحياة حتى الآن هو كوكب الأرض، أمّا عن بقية الكواكب الأخرى فكل منها لديه على سطحه ما يُفسد إمكانية الحياة فيه.
يتميّز كوكب الأرض بطبيعته الصلبة، ومناسبة ظروفه لعيش الكائنات الحية فيه، أما الكواكب الأخرى فتفتقر إلى ذلك، ومن أجمل كواكب المجموعة الشمسية برأيي كوكب زحل ذي الحلقات المكونة من الغبار الكوني وآلاف الجسيمات الأخرى، أما المشتري فهو في نظري زهرة الكواكب بلونه الأحمر القاني الجميل.
اكتسبت الكواكب أهميتها منذ القدم، منذ أن لاحظ أهل الأرض وجود بعض الأجسام السماوية المضيئة التي تتحرك باتجاه النجوم، على عكس النجوم نفسها، والتي تتسم بالثبات، ولعلمهم الضئيل حينها حاولوا تسميتها فأطلقوا عليها (النجوم السيارة)، وقد ارتبطت تلك الكواكب بالنسبة لهم بالأساطير الكثيرة، وعلم الكونيات، والفلك، إلى أن جاء العلم فكشف الغامض، وشرح النظريات واكتشف المخفي منها، وما زال.
الخاتمة
زيّن الله السماء الدنيا بمصابيح هي النجوم والكواكب، والتي هي أجسام عملاقة منها ما يفوق حجم الأرض بمرات، ومع ذلك فهي تسير وفق نظام محكم في مسارات رسمها لها المولي تجري بها ولا تحيد، فسبحان الخالق المدبر مالك الأمر كله.
للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن المجموعة الشمسية، موضوع تعبير عن الطبيعة