المقدمة

قيل قديماً:

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ


وما أشدّ إيماني بهذه الأبيات القصيرة، فالإنسان هو سيّد حياته، وربّان سفينته فيها، إن جدّ واجتهد، وعرف كيف يسخّر إمكانياته التي وهبها له الله، وعمل دوماً على تطويرها أبحر بسفينته هذه إلى برّ النجاح والفلاح، وحقق أعلى المراتب، أمّا إن اتّخذ حياته لهواً ولعباً، وأهدر ما منحه الله من عقل وإمكانيات، فستتقاذفه أمواج الحياة، وستفقده وجهته مراراً وتكراراً وسينظر إلى نفسه بعد سنين طويلة ليجد نفسه ما زال على نفس الشاطئ الذي أبحر منه، وهذا هو الفشل بعينه!.


معنى النجاح

ما أجمل أن يحقق الإنسان أهدافه، ويصل إلى غاياته بسيطة كانت أم عظيمة، والأجمل من هذا كلّه أن تأتي نتيجة لجهوده لا نتيجة لشيء آخر، فالنجاح وإن كان طريقه متعباً مليئاً بالعثرات، إلّا أنّ طعمه مميز حلو المذاق لا يشبهه طعم آخر، فالنجاح يأتي نتيجة لأشياء عديدة، ولا يأتي على طبق من ذهب، إنما هو غاية يسعى الإنسان لها، فيحقق منها بقدر تعبه وجهده، وللنجاح مقّمات ومقدّمات، فالإنسان الناجح إنسان عرف كيف يبني خطّة لنفسه وحياته، فهو يعلم أنّه إن لم يصنع لنفسه خطة سيكون جزءاً من خطط الآخرين، وهذا الإنسان بعد أن وضع خطتّه استغل ما وهبه الله إياه من قدرات وإمكانيات ومواهب لتحقيقها، فأخذ بالجد والعمل، والسهر لساعات طوال قضاها في المذاكرة، والبحث، والتجريب، وربما قد يكون تعرض في طريقه هذا للكثير من المتنمرين والمستهزئين والمحبطين، لكنّ ثقته بالله وبنفسه منعته من أن يسمع كلامهم فيقع في فخّ الاستسلام، وبعد محاولات ومحاولات فتح أمام الناجح باب نجاحه المُنتظر، فبدا فخوراً بنفسه أمام نفسه، وأهله وصحبه، وأصبح من ثلة الناجحين.


معنى الفشل

كما أن الظلمات عكس النور، كان لا بد للنجاح من ضدّ معاكس نشعر بمرارته أحياناً؛ لنذوق حلاوة النجاح مضاعفة عند نجاحنا، فالفشل ما هو إلا إخفاق يمكننا تحويله إلى نجاح باهر إن نحن وقفنا على أسبابه الحقيقية، فقد يكون سبب الفشل تقصيراً في الجهد أو المثابرة، أو بسبب ظرف من الظروف، أو نتيجة لهفوة معينة وأياً كان السبب لا تقل يوماً فات الأوان، فالأوان لم يفت بعد ما دام هناك متّسع من العمر، فأنت هنا لتمحو فشلك وتسجّل نجاحك، فقط ابحث أكثر، واستمع لتجارب الآخرين أكثر، وثابر أكثر، وحدد هدفك بدقة أكبر، وطوّر نفسك واسعَ له بهمة وثبات عاليين، وتوكل على الله الذي لا يخيِّب للساعي أملاً، واحذف هذه الكلمة من قاموسك وعقلك الباطن، وآمن بأنك (تستطيع).


الخاتمة

خلقنا الله ووضع بين أيدينا مفاتيح النجاح لننجح، والعاقل هو من يستخدم هذه المفاتيح بحكمة وذكاء، أمّا الغافل فهو من يضيعها في اللهو والمرح، والاستسلام عند مصادفة المشاكل والعقبات.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن النجاح، موضوع تعبير عن حياتك بين يديك