النظافة

تُعرّف النظافة على انّها كافة السلوكات التي يتّخذها الإنسان للحفاظ على نفسه، ومحيطه خالياً من القاذورات والاوساخ، والروائح الكريهة، وللنظافة عدّة صور مطلوبة لأهميّتها، فهي ضرورة فُطر الإنسان عليها وليست رفاهية، وبها يتميّز الإنسان عن باقي المخلوقات، فكما أنّ عليه التحلّي بالأخلاق الحسنة التي تجمّل روحه ونفسه، عليه أن يتحلّى بالنظافة ليكون سليماً، ولائقاً، ومقبولاً بين النّاس.


مظاهر النظافة

تُعتبر النظافة أمراً مطلوباً وضرورياً للحياة بصحة وقبول في المجتمع، والنظافة أنواع وأوّلها النظافة الشخصيّة التي تعني اهتمام الفرد بنظافة نفسه وشخصه، وكلّ ما يتعلّق بجسده وحاجيّاته الخاصة، وهي أولى درجات النظافة، فعلى كلّ فرد الاهتمام بتطهير جسده وأعضائه ممّا يعلق به من أوساخ وروائح كريهة تتكوّن نتيجة لاحتكاكه بالناس وموجودات الحياة، وتصاحبه نتيجة لنشاطاته اليوميّة، فيحرص على الاستحمام بشكل منتظم، وعلى تسريح شعره وترتيبه، وعلى تنظيف فمه وأسنانه للحفاظ على رائحة نفسه زكيّة، كما يجب أن يحرص على نظافة ثيابه وأناقتها، ولا يُشترط أن يكون الإنسان غنيّاً ولا فاره المظهر حتى يكون نظيفاً، بل يكفي طهارة الثياب، ونظافتها، وتناسقها مهما كانت بسيطة ليغدو الإنسان نظيفاً أنيقاً في عين نفسه، وعيون الناس، كما تعني النظافة الشخصيّة غسل اليدين عدّة مرات في اليوم كلّما اقتضت الحاجة إلى ذلك، بالإضافة إلى تقليم الأظافر، واستخدام مزيلات العرق للحفاظ على رائحة الجسم زكيّة لا سيما في فصل الصيف.


أمّا النوع الثاني من النظافة فهو الحفاظ على نظافة البيئة والمجتمع من حولنا، ويكون ذلك بالاهتمام بنظافة المكان الذي نعيش فيه، وخلوّه من الأوساخ والقاذورات، وتهويته لتخليصه من الروائح الكريهة، والحرص على تعقيم كل ما فيه بين الفترة والأخرى باستخدام مواد التنظيف المناسبة، فنظافة المجتمع تكون بنظافة منازلنا، وحدائقنا، وأفنيتنا بالنهاية.


أهميّة النظافة

لا شكّ انّ للنظافة أهميّة عظيمة يترتّب عليها العديد من الأمور، وإلّا ما جعلها الله تعالى شرطاً أساسياً لقبول عباداته، حيث وردت العديد من الأحاديث والآيات التي تدعو إلى وجوب الطهارة قبل تأدية العبادت مثل: الصلاة، وقراءة القرآن، والصيام وغيرها، فقد قال الله تعالى في موضع من المواضع: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)، (سورة المائدة، آية: 6)، فقد أمر الله بالوضوء كشرط أساسي لكلّ صلاة، إذ يضمن نظافة الجسد وطهره على مدار اليوم، وذلك لأنّ النظافة شرط أساسي في صحة الإنسان وقوّته، فكم من الأمراض المعدية والفتّاكة التي نسمع عنها كان سببها الفيروسات، والبكتيريا التي تسببها الملوّثات المنتشرة هنا وهناك، كالتيفوئيد، والسلّ، والطاعون وغيرها! والنظافة أيضاً تمنح الإنسان ثقة بنفسه، وطاقة إيجابية كبيرة عند انطلاقه للمجتمع، فالعين تهوى ما هو نظيف مرتّب، وقلوب الناس تتوجه إليه قسراً، فيما تكمن أهمية نظافة المجتمعات بتخفيف العبء على القطاع الصحيّ بسبب قلة الأمراض، بالإضافة إلى منح البيئة مظهراً جمالياً لائقاً يجعل البلدان النظيفة وجهة للسيّاح، وأصحاب الاستثمار ممّا يسهم في تطوّرها ورقيّها.


الخاتمة

النظافة أمر أساسيّ وبسيط علينا أن نحرص عليه في كلّ أمور حياتنا، لما له من أثر على صحّتنا، وصحة مجتمعاتنا، وقبولنا فيها كأفراد فاعلين.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن نظافة الحي، موضوع تعبير عن نظافة المدرسة