نعمة الوقت

الوقت نعمة ثمينة قد يضيّعها البعض دونما فائدة، فيما يستفيد البعض الآخر منها على أفضل وجه، وقد قيل أنّ الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وذلك يعني أنّ الإنسان الذي لا يحسن استغلال وقته سيعود ذلك عليه وعلى حياته بالمضرّة لا النفع، أمّا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال في ذلك: (لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ)، فللوقت أهميّة كبيرة في حياة الإنسان عليه أن يدركها قبل ان يُحاسب عليها.


أهمية استغلال الوقت

تكمن أهمية استغلال الوقت في أنّه ثروة الإنسان التي تصنع مستقبله، فكل ما ينفقه الإنسان من وقت اليوم سينعكس عليه سلباً أو إيجاباً في المستقبل، وعليه نرى تبايناً واضحاً بين الناس في مستوياتهم الثقافية والاجتماعية، والاقتصادية، حيث أنّ الإنسان الذي استغلّ وقته بشكل مثمر ومفيد رسم فيه أهدافه بوضوح، وسعى باجتهاد لتحقيقها وصل إلى ما طمح إليه من مراكز، والعكس مع كلّ متخاذل كسول أمضى وقته في اللعب، والكسل، وكل ما هو غير مفيد، واستغلال الوقت يمنع الفرد من الوقوع فريسة لأوقات الفراغ وما تجرّ الشخص إليه من آفات، فيشغل نفسه بما هو مفيد وينأى بها عن كلّ ما فيه خراب وضياع.


كيفية استغلال الوقت

لكلّ شيء خصائص ومن خصائص الوقت أنّه سريع الانقضاء، فما يمرّ منه لا يعود، فإمّا أن يستغلّه الإنسان على أفضل وجه أو أن يمضي دون عودة، والوقت كنز لا يُشترى لذا على الإنسان أن يستغلّه أفضل استغلال قبل انقضائه، ويكون ذلك بوضع خطّة مدروسة لتطوير الذات وتحقيق الأهداف، وتحقيق الغاية من وجود الإنسان في هذه الأرض ألا وهي إعمارها، فيخصّص الفرد وقتاً للعبادة، والتأمّل في خلق الله، وأداء فرائضه، فيما يخصّص وقتاً آخر لتطوير مواهبه وقدراته لتحقيق أهدافه التي يطمح إليها، وجزءاً من وقته للاهتمام بصحّته وجسده، حيث يكون ذلك بأداء التمارين الرياضية بشكل منتظم، وعلى الفرد أن يقضي جزءاً من وقته في إنشاء الصداقات والعلاقات الاجتماعية المفيدة، فالإنسان اجتماعيّ بطبعه، فيما يجب أن يقضي وقتاً ليس بقليل من أهله وذويه فلأهله عليه حقّ أيضاً، فإن كان ربّ أسرة وجب عليه الاهتمام بزوجته وأطفاله، وقضاء الوقت معهم بالقيام بنشاطات مشتركة كالتنزّه معهم، أو الجلوس معهم في جلسة نقاشيّة وغيرها من الأمور.


الخاتمة

على كلّ منّا أن يضع خطّته الخاصة لئلا يكون جزءاً من خطة الآخرين، وعلينا أن نولي موضوع الوقت أهمية أكبر من حياتنا، فهو صانع مستقبلنا، وهو ما يرسم ما سنكون عليه فيها، ولذا علينا أن نقضي أوقاتنا فيما يطوّر من ذواتنا، ومهاراتنا، ويحقّق الخير لأوطاننا.




للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن النجاح، موضوع تعبير عن القراءة