المقدمة

الطريق من الملكيات العامة التي يشترك بها الأفراد، فمنها يقصدون بيوتهم، وأماكن أشغالهم وغيرها، وتبعاً لذلك فللطرق علينا حقوق كما قال رسول الله الكريم حين قال لأصحابه: (إِيَّاكُم وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقاتِ، فقَالُوا: يَا رسَولَ اللَّه، مَا لَنَا مِنْ مَجالِسنَا بُدٌّ، نَتحدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِس فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ، قالوا: ومَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَر، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بالْمَعْروفِ، والنَّهْيُ عنِ الْمُنْكَرِ)، فالجلوس في الطرقات أمر غير محبب، أمّا إن كان أمراً لا بدّ منه، فلا بد من مراعاة بعض الأمور.


حق الطريق

إنّ النهي عن الجلوس في الطرقات لم يأت من فراغ، فالجلوس في الطرقات أولاً كشف لعورات المارين فيها، وإحراج لبعض المارة لا سيما من النساء، ومدعاة للغيبة أو النميمة، أو ذكر أولئك العابرين بغير ما يحبون، كما أنّه قد يعيق حركة المارة منه ويعطّل عليهم مقاصدهم، لذا نهى الرسول الكريم عن الجلوس فيها إلّا عند الضرورة، وحينها وجب على الجالسين مراعاة العديد من الأمور، وأولها غض البصر، حيث يغض الفرد بصره ولا يطلقه؛ لأنّ ذلك قد يبعث في النفس الحسد والغيرة من أحوال بعض المارين، أو يكشف عورات بعضهم الآخر، أو يدعوه لذكرهم بغير ما يحبون، ومن آداب الجلوس في الطريق أيضاً ألّا يتسبب هذا الجالس للآخرين بالأذى، فلا يتسبب باتّساخ الطريق، أو ترك فيه ما يؤذي من حجارة مثلاً، أو زجاج مكسور، أو غيره من الأمور، وردّ السالم حقّ للجالس على الماشي، وللكبير على الصغير، وللكثير على القليل، فإلقاء السلام وردّه باب من أبواب المودّة والألفة التي يجب ألا تنقطع من طرقاتنا، أمّا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو واجب على المسلم في كلّ مكان وزمان، والطرق هي إحدى هذه الأماكن التي يجب على الفرد أن ينصح فيها أخيه بالكف عن المنكر، وإتيان الحسنة والمعروف، بشرط أن يكون ذلك برفق، ولين، وحكمة.


آداب الطريق

للطريق آداب عديدة أيضاً ومنها عدم إغلاقه أمام السيارات والمارة بوضع مقرّات بيوت العزاء أو الأعراس فيه، وعدم الجلوس فيه لوقت طويل يسبب الضيق والحرج للمارة، كما يجب علينا خفض أصواتنا أثناء مرورنا خلاله، بالإضافة إلى عدم ركن السيارات بطريقة تعيق مرور السيارات الأخرى أو الأفراد، أو أمام المؤسسات العامة لفترات طويلة، ومن آدابه أيضاً إماطة الأذى عنه، ومساعدة كبار السن ومن يحتاجون العون أثناء المسير، ففي كل ذلك يجد الفرد الأجر والثواب، وودّ إخوته


الخاتمة

على الفرد أن يكون خلوقاً أينما حلّ وارتحل، ومن ذلك أن يكون خلوقاً فيحفظ حق الطريق، فلا يؤذي المارة أو القاطنين فيه بإطالة جلوسه، أو بما يلقيه من قاذورات، أو بإطلاقه بصره دون قيود، مبتغياً بذلك رضا الله تعالى والأجر والثواب.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن الحرية والمسؤولية، موضوع تعبير عن مكارم الأخلاق