رحلة مع أسرتي

ما أجمل فصل الربيع بكلّ ما فيه، فالأرض بديعة وقد بدأت تكتسي باللون الأخضر بتدرجاته، والزهور تتناثر هنا وهناك لتعطي الجوّ رائحة عابقة تنعش الروح، والفراشات الملوّنة تتطاير بخفّة هنا وهناك لترسم جميعها لوحة من صنع الباري وما أجملها! وتدعو الناظر لأن يجهّز أمتعته وينطلق في رحلة ربيعيّة مع أهله أو صحبه يستمتع فيها بمظاهر خلق الباري، وها نحن ذا نُعدّ أمتعتنا وما سنحتاج إليه في رحلتنا التي قرّر أبي أن تكون إلى شاطئ البحر احتفاء ببدء الربيع.


يوم من أيّام العمر

استيقظنا على صوت أمّي يصدح في أرجاء غرفنا أنا وإخوتي صباحاً منادية لنا بأن نستيقظ ونشرع في تحضير ما يلزمنا من حاجيات لأنّ أبي العزيز لم يستطع أن يقاوم جمال هذا الطقس الربيعي البديع دون أن ينطلق بنا في رحلة نعيش فيها جمال الطبيعة، وبالفعل قفز كلّ منّا عن سريره مسرعاً يُعدّ ما سيعدّه من ملابس سباحة، وعدّة صيد، ونظارات شمسية وغيرها من الأمور استعداداً لهذه الرحلة المفاجئة، فيما تصاعدت أصوات إخوتي الصغار مغنيين أغنية (عالبحر يلا وديني)، وما إن أنهى كلّ منّا إعداد نفسه ركبنا السيارة وانطلقنا مبتهجين إلى البحر، وبعد مشوار ليس بالقصير قضيناه في الفكاهة، والمرح، والغناء وصلنا إلى شاطئ البحر حيث كانت الرمال ذهبيّة تنافس في صفرتها صفرة الشمس الذهبيّة، والجو ربيعيّ لطيف ليس بالحار ولا بالبارد، أمّا البحر فقد كان رائقاً يحمل السفن والمراكب في داخله بخفّة وثقة، والنوارس تتراقص بحرّية في السماء فتعطي المشهد اكتمالاً لا مثيل له.


أحداث اليوم

لم يمتلك إخوتي الصغار من الصبر ما امتلكناه نحن لينطلقوا إلى البحر، فخلعوا أحذيتهم وبدّلوا ملابسهم وانطلقوا مسرعين للعب والسباحة في مياهه الصافية، وأصوات ضحكاتهم التي تتعالى تشوّقني أنا وأخي أكثر فأكثر للنزول للبحر لكنّنا آثرنا أن نساعد أمّي وأبي على تهيئة مكان الجلوس ومن ثمّ ننطلق بعدها، وفعلاً أنهينا واجبنا وانطلقنا نمارس هوايتنا المفضلة، ونتسابق فيما بيننا في السباحة وقطع أطول مسافة ممكنة، ولعبنا مع مجموعة أخرى من الشبّان كرة الطائرة المائيّة، وقضينا وقتاً ممتعاً لم نشعر بانقضائه إلّا عندما نادى لنا أبي لتناول طعام الغداء، فخرجنا مسرعين نتضوّر جوعاً، وتناولنا الشطائر اللذيذة التي أعدّتها أمّي، ثم شربنا أكواباً ساخنة من الشاي، ومع مغيب شمس هذا اليوم الرائع انطلقنا نتمشّى على الشاطئ، ونجمع من عليه أصدافاً مختلفة بأشكالها وألوانها أبدعها الخالق، فيما أخذت أمي تصنع لأختي الصغيرة عقداً فريداً منها.


الخاتمة

غابت شمس ذلك اليوم الجميل فلملمنا أغراضنا وتوجّهنا إلى السيارة وفي ذهن منّا ذكريات جميلة لن يطويها الزمان، ولن تغادر الذاكرة، فجمال المكان، وروعة الأجواء، يرافقها صحبة الأهل الذين يحلو بوجودهم كلّ شيء صنعت أجمل رحلة عشتها إلى الآن أتمنّى أن تتكرّر في الأيّام المقبلة بإذن الله تعالى.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن رحلة مدرسية، موضوع تعبير عن رحلة سياحية