المقدمة

لطالما كانت المرأة شريكة الرجل في بناء المجتمع في كل المجالات، فوقفت معه جنباً إلى جنب حتى حققت أفضل الإنجازات على الصعيدين المحلي والإقليمي، وفي الكويت شاركت المرأة منذ سنوات ليست بقليلة في بناء هذا البلد المعطاء، فكان ممن سجّلن بصمتهن التي ستظل عالقة على جبين التاريخ النسائي العالمي الدكتورة والوزيرة فايزة الخرافي، فإنجازيها المحلي والإقليمي العظيمين يخولانها لتكون من أولى الشخصيات النسائية المؤثرة في العالم.




الدكتورة فايزة الخرافي

استطاعت الدكتورة فايزة الخرافي تسجيل إنجازات غير مسبوقة على صعيد الكويت، والخليج العربي منذ بداياتها، فهاهي تتجمل في كونها الأم الحنون وربة المنزل التي لا تثنيها أمومتها عن ممارسة دورها في المجتمع فلا تكتفي بأن تكون عالمة جامعية بالإضافة إلى كونها أم، بل وتتعدى ذلك لتصبح إدارية خبيرة لأعرق المؤسسات التعليمية، ورائدة في مجال العمل الخدماتي والتطوعي في بلدها، مع تقديمها عدداً من المؤلفات النافعة التي أثرت المكتبة العربية والإسلامية.


بداية الإنجاز

تفتحت زهرة الدكتورة فايزة العلمية عقب تخرجها من كلية العلوم في جامعة عين شمس عام 1967م، ولا شك أنّ هذا كان إنجازاً يسجل في حق المرأة الكويتية والخليجية -آنذاك- في مجتمع محافظ مثله، لكن الطالبة النجيبة لم تكتفي بهذه الدرجة العلمية وقررت مواصلة رحلتها العلمية إلى النهاية، فركبت قارب الداسات العليا لتحصل على درجة الماجستير في تخصص الكيمياء بعدها بخمس سنوات، ثم شهادة الدكتوراه في ذات المجال من جامعة الكويت، لتكون أول سيدة كويتية تحصل على هذه الدرجة الرفيعة، مما أهلها لتعمل مدرسة في قسم الكيمياء في الجامعة لست سنين لاحقة.

ولأنّ النجاح حليف المثابر المخلص تولّت الدكتورة فايزة رئاسة قسم الكيمياء في الجامعة، ثم عمادة كلية العلوم لتصبح أول امرأة في الخليج العربي تصل إلى هذا المنصب، ولم يزد هذا الدكتورة فايزة إلّا إصراراً وعزيمة لتحصل على درجة الأستاذية، وتصبح أول كويتية تنال هذه الدرجة في تخصصها، وهذا كلّه أهلها لتتعين مديراً لجامعة الكويت مع تجديد المدة، لحق ذلك تعيينها كوزيرة لتكون بذلك أول كويتية تحمل هذا اللقب.

لم يثن ذلك الوزيرة والدكتورة عن تقديم ما يثري المكتبة العربية والإسلامية من كتب، فخطّت بقلمها بعض المؤلفات مثل كتاب عن الحرب الكيميائية، وشاركت في تأليف كتاب الروابط الكيميائية والأشكال الجزيئية، بالإضافة إلى ترجمة كتاب السرطان أو الخلية المتمردة، دون أن ننسى أنها كانت عضواً مؤسساً في جمعية أعضاء هيئة التدريس الكويتية، وعضواً في الاتحاد الدولي للجامعات، كما توّلت العديد من المناصب الأخرى التي لا يتّسع لها الذكر.


الخاتمة

لطالما وقفت المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في بناء المجتمع، وكانت الدكتورة والكيميائية فايزة الخرافي إحدى السيدات اللواتي قدّمن كل ما يملكن من علم ومعرفة في خدمة المجتمع، وبناء مؤسساته الأكاديمية والمجتمعية، لتستحق بذلك أن يسطّر اسمها في تاريخ الكويت والعالم العربي والإسلامي كاملاً.


للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن شخصية قيادية ناجحة، موضوع تعبير عن شخصية مؤثرة