المقدمة

قال تعالى في كتابه العزيز: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، فجزم الأمر، وجاء بما يتماشى مع العلم، وأنهى الجدل، فهذا السائل الذي لا لون له ولا رائحة هو أساس الوجود الإنساني، والحيواني، والنباتي على كوكب الأرض، والذي بدونه تنعدم الحياة، هذا السائل الذي يشكّل من كوكب الأرض ما يقارب ثلاثة أرباعه هو السائل الذي لم يجد له العلماء بديلا حتى الآن ولن يجدوا، ورغم هذا كلّه ما زلنا بنو البشر نفرط في استخدامه دون وعي ولا تدبير وسط صيحات عالمية تنذر بضرورة ترشيده خشية ضياع مستقبل الكوكب والحياة فيه إن شحّت مصادر المياه أكثر من ذلك.


ترشيد استهلاك المياه

يقولون لكل مشكلة حل، وليس هناك أكبر من مشكلة شح مصادر المياه على كوكبنا هذا وانعدامه، لذا تعالت أصوات الجمعيات الدولية والوطنية التي تطالب في ترشيد استهلاك المياه، والحد من خطر فقدانه، باتباع تدابير عديدة يمكننا نحن كأفراد، ويمكن للدول اتّباعها حتى نتقي شر هذا الخطر الداهم، والباحث في حل للمشكلة يجب أن يعرف أصلها أولاً ليستطيع حلّها، فإن نظرنا في أصل مشكلة الماء نجد أنّ سبل الإسراف فيه كثيرة ومتعددة، ويجب معالجتها، ومن الأمثلة على ذلك إسراف الناس أثناء غسل سياراتهم، حيث نرى هذا المشهد كثيراً أثناء سيرنا في الشوارع والطرقات، إذ تُهدر كميات كبيرة من الماء بسبب غسيل السيارة بالخرطوم بدلا من الدلو بشكل كبير، وعليه فإن أول هذه التدابير تقنين استخدام المياه أثناء غسل السيارات.


كما يجب علينا الانتباه لاستخدام المياه الفردي والجماعي داخل البيوت، إذ يجب التقليل من وقت الاستحمام، وعدم الإسراف باستخدام الماء الجاري أثناء أنشطة الفرد اليومية مثل تنظيف الأسنان، أو الوضوء، أو غسل اليدين وما إلى ذلك، ومن أساليب الترشيد داخل المنزل استخدام قطع الترشيد التي توضع على الصنابير لتقليل هدرها، وإعادة استخدام المياه المستخدمة في الغسيل في تنظيف ساحات المنزل، او تلك المستخدمة لغسل الخضار في سقي النباتات، أو تلك المصرّفة من جلايات الأطباق في تنظيف الأرضيات وهكذا، كما يجب علينا الاقتصاد في ملء برك السباحة والأحواض في فصل الصيف، والإبلاغ عن أي خلل في أنابيب المياه الموجودة في الشوارع، إذ تُهدر يومياً عشرات الليترات من المياه جراء وجود أعطال أو تسريبات في أنابيب المياه الرئيسية أو الفرعية.


لا ننسى أن عملية ري النباتات تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وإنّ من مسؤوليتنا التأكد من اختيار أنظمة ري تسهم في عملية الترشيد سالفة الذكر، كالري بالتنقيط مثلاً، كما أن هنالك أنظمة ري ذكية تنطفئ في الأيام الماطرة، بالإضافة إلى تجنب ري النباتات وقت الظهيرة؛ لأن حرارة الشمس ستؤدي إلى تبخره وعدم الاستفادة منه.


الخاتمة

الماء نعمة عظيمة من الله إن لم نحافظ عليها سنفقدها، وحينها ستتحول حياتنا إلى صحراء قاحلة لا يمكننا العيش فيها، ومن هنا علينا جميعاً البدء باتباع أساليب ترشيد المياه بجدية، للحفاظ على هذه الثروة العظيمة.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن كيفية المحافظة على الثروة المائية، موضوع تعبير عن الزيادة السكانية