المقدمة

ماذا أكتب وماذا أقول في أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، وفي جمال طباعه، وقد عجز عن ذلك كل الأدباء والشعراء من قبلي، وهذا متوقع؛ فمن اختاره الله تعالى ليكون رسولاً لكل الأمة، وخاتماً للأنبياء والمرسلين لا بدّ أن يحمل أجمل الصفات، وأغلى الأخلاق وأنبلها، ففداك أبي وأمي وروحي يا رسول الله محمد، وصلى عليك الله أفضل الصلوات وأكملها.


أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلّم

سمعتُ جدتي اليوم تطيل في الصلاة على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فسلّمت عليها وجلست إلى جانبها وقلت: أراك اليوم تكثرين من الصلاة على رسول الله صلى عليه الله وسلم، فقالت: نعم يا بني، فاليوم هو يوم الجمعة، وهو يوم مبارك أحبذ أن أستثمره في الصلاة على الحبيب، ذلك المخلوق الطاهر الذي لم تنجب مثله النساء من قبل.

فقلت: وماذا تعرفين عنه يا جدتي، هل لك أن تخبريني؟.

فقالت: اسمع يا صهيب، ربما كنا جيلاً لم يذهب إلى المدارس مثلكم، ولم يتابع تعليمه في الجامعات، لكنّ حب الرسول يجري في دمنا بالفطرة يا بني، وهو ما جعلنا ندرس أخلاقه الشريفة، ونتعلمها من آبائنا، وشيوخنا ونحفظها عن ظهر قلب.

-لله دركم ما أجملكم! وهل لك أن تخبريني بما تعلمين يا جدتي؟

-بالتأكيد يا بني، وهل هناك أجمل من سيرة المصطفى عليه السلام الذي قال فيه الله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وهو ذلك الفتى الذي توفي والده قبل مولده، ثمّ توفيت والدته بعد ولادته ببضع سنوات، فعاش يتيماً صابراً في كنف جدّه ثمّ عمّه، وأصبح معلّم الأمة، وقدوتنا التي علينا أن نقتدي بها، ويجب أن تعلم يا بني أنّ محمداً صلى الله عليه وسلّم كان يحمل من الأخلاق أنبلها قبل البعثة، وكان أهل قريش يشهدون له بذلك، فيسمونه الصادق الأمين.

-نعم يا جدتي، لقد تعلّمنا ذلك في مادة التربية الإسلامية.

-فرسول الله محمد يا صهيب لم يكذب قط في حياته، ولم يخن الأمانة، ولما اختلفت قريش في وضع الحجر الأسود مكانه جعلوه يضعه هو لثقتهم به.

-صلى الله عليك يا رسول الله، وماذا بعد؟

-ومن صفاته عليه الصلاة والسلام الرحمة، فقد كان رحيماً بأهله وأصحابه، والحيوانات من حوله، حتى أنّه كان رحيماً بالجمادات من حوله، ومع من أساء إليه فلم يكن يردّ الإساءة بالإساءة إلّا في بعض المواقف التي تتطلب ذلك، وكان متسامحاً ونحن جميعاً نعرف قصة قوله (اذهبوا فأنتم الطلقاء) لقريش يوم فتح مكة.

-نعم يا جدتي، هذا صحيح، تابعي من فضلك.

-ومن صفاته الكرم والسخاء، فقد كان إنساناً كريماً يعطي دون أن يخشى الفقر، وكان شجاعاً بلّغ الرسالة وتحمل أذى قريش، وما لحقه في الغزوات والمعارك في سبيل الله بكل شجاعة وهذا أيضاً يدل على صبره، ومن صفاته الحكمة، والعدل بين نسائه وأصحابه، وسماحة الخلق، وكثرة الابتسام، والتواضع رغم أنه المختار، والكثير الكثير من الصفات الأخرى يا بني.


الخاتمة

لقد جئت فعلاً مكملاً لمكارم الأخلاق يا رسول الله، فصلى الله عليك في كل وقت، وثبّتنا على دينه، ومنّ علينا باتّباع سنّتك.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن حياة الرسول، تعبير عن الرسول