المقدمة

كنّا نتابع التلفاز، وفيه شاهدنا برنامجاً وثائقياً يعرض أكثر الأفراد نجاحاً حول العالم، وقد كان فيهم شباب، ونساء، ورجال كبار في السن، كل تميّز في مجال معيّن، فأحدهم نجح في مجال إدارة الأعمال، والآخر في تحصيله الأكاديمي، والثالث في مجال الحاسوب والبرمجة، فسألت أبي عن سبب نجاح هؤلاء، وتميّزهم عن غيرهم من الناس.


الاجتهاد

قال أبي: لقد خلقنا الله يا علاء جميعاً سواسية، ووهب كل واحد فينا من العقل والقدرات ما يكفيه لأن يكون مميزاً في مجال من مجالات حياته على الأقل، لكنّ المميزون في هذه الحياة قلّة أليس كذلك؟

قلت: نعم يا أبي، ألاحظ ذلك.

فقال: إنّ السبب في ذلك هو قدرتنا على استغلال ما وهبنا الله إيّاه من قدرات، وعقل، ومواهب، بالإضافة إلى اجتهادنا في تحقيق النجاح والتميّز.

فقلت: وماذا تقصد بالاجتهاد يا والدي؟

قال: الاجتهاد يا بني هو أن أثابر، وأقوم بكل ما بوسعي، فأؤدي ما عليّ من واجبات بكل ما منحني إيّاه الله عزّ وجل من طاقة، دون استسلام أو كسل؛ لتحقيق أهدافي في الحياة.

قلت: وذلك يعني أنّ الاجتهاد يكون في كل مناحي الحياة يا أبي، وليس في الدراسة فقط.

قال: بالطبع يا بني، فالاجتهاد بالدراسة ما هو إلّا تدريب على الطالب أن يعتاد عليه حتى يجتهد في حياته، ووظيفته فيحقق أهدافه بكل سهولة.

قلت: يكون الطالب مجتهداً في دروسه إنّ أتمّ حل واجباته، وحضّر دروسه، وذاكر لامتحاناته جيداً، ولكن كيف يكون الإنسان مجتهداً في حياته يا أبي؟

قال: يكون ذلك بتحديد ما يرغب به من أهداف، والتخطيط لكيفية الوصول إليها، ثمّ اتّباع الخطوات التي تمكّنه من ذلك، والمحاولة دون يأس حتى تحقيقها، فإن كان هدفي أن أصبح طبيب أسنان ناجح مثلاً عليّ أن أثابر حتى أحصد علامات تؤهلني لدخول كلية طب الأسنان، ثمّ أن أخضع للعديد من المؤتمرات، والدورات، والتدريبات التي ستجعل مني طبيب أسنان ناجح، ولا بأس إن تراجعت أو ضعفت في بعض الأحيان، فالأهم من ذلك هو قدرتي على القيام ومواصلة السير نحو هدفي من جديد.


الخاتمة

الاجتهاد هو صفة الناجحين، وهو يعني بذل كل ما في وسع الإنسان وطاقته إلى حين تحقيق الأهداف التي يرجوها لنفسه في المستقبل.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن النجاح، تعبير عن أهمية الوقت وكيفية استغلاله