الرفق

في أحد الكتب استوقفني الحديث الذي يقول: "ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه ، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلَّا شانَه" فتساءلت عن معنى الرفق الذي إذا وُجد في الشيء جمّله وحسّنه، وإذا لم يكن به قبّحه، فعرفت بعد البحث والسؤال أنّ الرفق هو عكس العنف، ومعناه اللين والعطف، والسهولة في التعامل، ومراعاة مشاعر من نتعامل معهم، وهو صفة كانت موجودة في رسول الله صلى الله عليه وسلم.


الرفق

على المسلم أن يتحلى بمجموعة من الصفات والأخلاق التي يتعامل بها مع إخوانه المسلمين، ومن هذه الأخلاق الرفق، فالرفق هو أساس الإسلام، والدليل على ذلك أنّ تحية الإسلام تبدأ (بالسلام) عليكم، بمعنى أن الإنسان يدخل إلى المكان الذي قد دخل إليه برفق، ولين، ومودة، والله رفيق رحيم بعباده، ومن أسمائه ما يدل على ذلك ومنها: الرحيم، الرحمن، الودود، السلام، وغيرها الكثير من الأسماء الأخرى، فالرفق في التعامل هو سلوك علينا تعلمه من رسول الله تعالى، وأصحابه.


صور الرفق

للرفق صور كثيرة في حياتنا، تبدأ من رفق الإنسان بنفسه، إذ عليه أن يهتم بها، ويبتعد عمّا يؤذيها من تصرفات، ومأكولات، ومشروبات، ثم يكون الإنسان رفيقاً في التعامل مع أهل بيته، فيحترم والديه ويبرهم، ويعطف على إخوته، ويقدم لهم ما يحتاجون إليه من مساعدة دوماً، ويكون متسامحاً معهم إن أخطؤوا في حقه، ومع أصدقائه أيضاً، بالإضافة إلى أن يكون بشوشاً، ويأخذ رسول الله قدوة له في ذلك، كما يجب علينا أن نرفق بالفقراء والمساكين وبأحوالهم، فنساعدهم ونعطف عليهم، والرفق لا يكون مع الإنسان فقط، بل مع الحيوانات أيضاً إذ يجب علينا الاعتناء بها، وعدم إيذائها كما نرى بعض الحالات التي يقترفها الناس اليوم، فأحدهم يضرب قطة حتى الموت، والآخر يقطع ذيل كلب ما وغيرها الكثير من الأمور التي تغضب الله تعالى وتكسب من فعلها السيئات.


أهمية الرفق

الرفق خلق مهم في المجتمع، فهو أساس التراحم والتعاطف فيه، والمجتمع الذي يتميز أفراده بالرفق، تراه مجتمعاً متواداً متعاطفاً يعمّ فيه السلام، وتختفي منه الأحقاد والجرائم، كما أنّ الله يبارك فيه، ويُبعد عنه الأعداء والفتن، لذا علينا جميعاً أن نكون رفيقين في تعاملاتنا مع بعضنا، ومع كل المخلوقات من حولنا.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن التسامح، تعبير عن الخير والشر