المقدمة

في غابة خضراء كان (الخير) يجلس حزيناً تحت شجرة وهو يفكر في حال الناس في هذه الأيام، وكيف أن الظلم والشر قد انتشرا كثيراً، وأثناء ذلك مرّ من أمامه (الشر) مبتسماً ابتسامة خبيثة، فلم يعره الخير أي انتباه، إلّا أنّ الشرّ أمسك حجراً ورماه فأصاب كتف (الخير).


حوار الخير والشر

قال الشر للخير: هيه أتتظاهر بأنك لا تراني؟ أنا هنا، وهذا حجر آخر سأصيب به رأسك، خذ.

فتألم الخير وقال له: ضربتك هذه أنا أستطيع أن أردها لك، لكن لأنني (خير) لن أفعل، فلتمض في طريقك.

الشر: لأنك (الخير) لا تريد أن تردها أم لأنك ضعيف لا تقوى على ذلك؟ هاهاها.

وتابع الشر قائلاً: انظر نحن الآن في عصر يأكل فيه القوي الضعيف، ويسرق الغني الفقير، ويعصي الشباب به الله وكل ذلك بأمري، فأين أنت؟ أنا ذكي جداً وسيأتي علي يوم سأتربع به على عرش العالم، في حين ستموت أنت تماماً.

نظر الخير نظرة حسرة فما يقوله الشر صحيح، لكنّه لم يستسلم بسبب عزيمته وإخلاصه فهو يعلم أنّ الحق ربما سيضعف، ويقل لكنه لن يموت أبداً، بل وسينصره الله دائماً، فهذا وعد الله لعباده، فابتسم (الخير) وقال: أيها المخلوق الضعيف، ستموت بالنهاية وإن طال بك الزمان، فأنت مثل النار التي مهما امتدت لا بد أن تنطفئ يوماً، وأنا من سيطفؤها أعدك بذلك، فأنت وحيد وأنا معي الإخلاص، والعزيمة، والأمانة، والوفاء والكثير من الأصدقاء الذين أقوى بهم.

فقال الشر: ها؟ لكنني دوماً ما أخدع الناس، وأرتدي قناع الخير ليتبعوني ويصدقوني، وهذا ما سأظل أفعله.

ردّ الخير: مهما ارتديت من أقنعة فستكشفك الأيام، وستقع في شرّ أعمالك ولو بعد حين، فأنت مثل الكذب حبلكما قصير مثلما يقول المثل.


الخاتمة

خاف الشر من كلام الخير فهو يدرك أنه صحيح تماماً، فالشر وإن بدا كثيراً من حولنا هو مثل الليل لا بد أن يطلع النهار ويمحوه، خاف وجرى بعيداً عن الخير ليختبئ في كهف مظلم، إلّا أنه وأثناء جريه تعثّر في حجر وسقط في البحيرة، فنهض وجهه أحمر وولى هارباً إلى الأبد، ومن هنا ندرك أن الخير باق، ولو ظهر لنا في بعض الأحيان ضعيفاً، وأن الشر زائل وإن ظهر في بعض الأحيان قوياً، وأنه يجب علينا أن نكون من أنصار الحق وألّا نخشى مَن حولنا في ذلك، فالله دوماً مع الحق، وقد وعد بنصره ونصر أصحابه.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن التعاون، تعبير عن التسامح