المقدمة
تنهرني جدتي الغالية دوماً عندما تراني أمسك الهاتف النقّال، أو إحدى ألعاب الفيديو بحجة أنّها تبلّد العقل، وتضعف التركيز، وتسبب الأمراض وتقول لي: قم وتحرّك يا ولد، فإن بالحركة بركة، فأقوم قليلاً ثمّ أعاود اللعب والمرح عليها، فهي مسلية جداً، وتحمل الكثير من المغامرة، وبعد عام توفيت جدتي رحمها الله، ولم أعد أعاني من انتقادها لي، إلّا أنني اليوم وأنا أسرح شعري على المرآة للذهاب إلى المدرسة رأيت كرشي قد تدلّى للأسفل، فشعرتُ بالضيق.
الرياضة وفوائدها
لملمتُ اغراضي وانطلقت إلى المدرسة وأنا أفكر بحالي، فشعرتُ للمرة الأولى بأن الطريق طويل، وأن نفَسي يكاد ينقطع من شدّة اللهاث!، فشعرت بالقلق لكنني أكملت طريقي، وفي الحصة الخامسة وهي حصة الرياضة قسّمنا الأستاذ راشد لفريقين للعب كرة القدم، فاعتذرت وطلبت منه استثنائي فوافق، ولما بدأ زملائي باللعب اقترب مني وسألني عن سبب عدم رغبتي باللعب، فأخبرته بأنني أشعر بالضيق بسبب كرشي المتدلي، وصعوبة حركتي، فابتسم وقال: لا بأس يا رامي، لكن لا شكّ أنّك تقضي الكثير من الوقت في ألعاب الفيديو، والقليل منه في الحركة أليس كذلك يا بني؟
فقلت بخجل: للأسف، هذا ما يحدث بالضبط.
فقال لي: هذا نظام حياة خاطئ أصبح يقع به الكثير من الناس، وخاصة من هم في مثل عمركم، في الوقت الذي يجب عليكم أن تقضوا أغلب وقتكم بالحركة واللعب، فأنتم في مرحلة نمو وبناء أجسام.
-نعم يا أستاذي، وأنا مستاء جداً.
-معك حق، لكن الوقت لم يفت بعد يا رامي، فأنت شاب صغير وقد حباك الله بالقوة والنشاط اللذين عليك أن تستغلهما في ممارسة الرياضة لاستعادة صحتك، وجسمك الذي كنت عليه.
-وهل هذا ممكن يا أستاذي؟
-طبعا طبعاً يا رامي، فالسمنة ما هي إلّا مؤشر على شكوى يقدمها جسدك لك، بأنّ صحتك ليست على خير ما يرام، وكأنها جهاز إنذار يريد تنبيهك لأن جسدك في خطر، وبناء على ذلك عليك أن تلتزم بالرياضة باختلاف أنواعها، وبنظام تغذية صحي حتى تنقذ جسدك.
-أي أنواع الرياضة يا أستاذي؟
-ما ترغب به يا رامي، فكلها مفيدة على اختلافها، وكلها لها فوائد جمّة تتلخص بإبعاد جسدك عن السمنة وما تسببه من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب، والشرايين، والذبحات الصدرية، وصعوبة التنفس، كما أنها تساعدك على تقوية عضلاتك، وهو ما يساعد على نموّك بشكل سليم، وحصولك على جسد متناسق ورشيق، والرياضة يا بني تبني ثقة الإنسان بنفسه إذ تقوّيه وتجمّل جسده، كما تكسبه العديد من الأصدقاء، وتبعده عن أوقات الفراغ المؤذية وتسلّي وقته.
الخاتمة
عاهدتُ نفسي منذ اليوم بالالتزام بإحدى الرياضات لاستعادة جسدي وثقتي بنفسي، وامتثالاً لوصية جدتي رحمها الله؛ فبالفعل إنّ في الحركة بركة، وفي الرياضة تكمن كل الفائدة.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الصحة والرياضة، تعبير عن الرياضة المفضلة