المقدمة
ها قد شارفت العطلة الصيفية على البدء، فنحن الآن في فترة الامتحانات النهائية، ومرشد المدرسة الأستاذ عبد الفتاح يتجوّل بين الصفوف لتوعيتنا بأهمية استغلال وقتنا في العطلة بشكل مفيد وجيد، وعدم هدره على الألعاب الإلكترونية وغيرها، كما يقدّم لنا بعض الأمثلة على طريقة استغلاله، وقد كان من ضمنها العمل الخيري، وتقديم المساعدة للآخرين.
العمل الخيري
لا أذكر أنني انتسبتُ إلى إحدى الجمعيات الخيرية في حياتي، أنا أساعد الأشخاص من فترة إلى أخرى لكنني لم أفكر بالانضمام إلى جمعية للعمل الخيري أبداً، واليوم وأنا عائد من آخر امتحان لي هذا الفصل رأيت مشهداً أحزنني، فقد رأيت فتاة تبلغ العاشرة من عمرها واقفة تنقّب عمّا يؤكل في حاوية النفايات الموجودة بالشارع، ويبدو أنّها وجدت بقايا شطيرة فتناولتها ومسحتها وأخذت تأكلها، وبينما أنا أراقب هذا المشهد بحزن بالغ رأتني فتركت الشطيرة وهربت، ناديتها لأقدم لها المساعدة لكنها هربت، فتبعتها حتى عرفت أين تسكن.
عدتُ إلى المنزل والألم يعتصرني، ترى كيف نستمتع نحن بالطعام من كل الأصناف وهناك عائلات لا تجد خبزاً لتأكله؟ كيف لا نفكّر بهم؟ وما الذي يمنعنا من مساعدتهم؟ ظللت أفكر حتى طلع الصباح، وراودتني فكرة بأن أفتح حصالتي وأذهب إلى البقالة وأشترى طرداً غذائياً أقدّمه لهؤلاء الناس أساعدهم به، وبالفعل نفّذتُ فكرتي، وطرقت باب البيت فإذا بامرأة كبيرة تفتح لي الباب، فسلمت عليها وقدمت لها الطرد، فشكرتني كثيراً وبكت من شدة المفاجأة، وأخبرتني بأن زوجها توفي منذ سنوات، وأنها تعاني لتربية أبنائها.
في هذا اليوم شعرت بسعادة غامرة لم أشعر بها من قبل أبداً، فتذكرت كلام الأستاذ عبد الفتاح عن العمل الخيري، وعن الفرحة التي يضعها الله في قلب الإنسان عندما يقدم المساعدة للناس، فهذه السعادة هي من رضا الله تعالى عنه، فليس هناك أحب عند الله من أن يقدّم الإنسان المساعدة لأخيه، وأن يشعر به، وبينما أنا كذلك قررت أنني أريد الانضمام إلى إحدى الجمعيات الخيرية في وطني، لمساعدة المحتاجين وتحقيق التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن.
التحقتُ بإحدى الجمعيات الخيرية، وها أنا اليوم أشارك بشتى الأعمال الخيرية التي تقوم بها، فتارة نجمع التبرعات لبناء المساجد، وتارة نجمع كفالات الأيتام، وتارة نقدّم المساعدة لعمّال النظافة، وتارة نزور بيوت المسنين ونقدّم لهم الهدايا، وغيرها الكثير من الأعمال الأخرى.
الخاتمة
بعد شهور من العمل في الجمعيات الخيرية اكتشفتُ أنّ سعادة الإنسان تأتيه عندما يبدأ بمساعدة الآخرين، وليس عندما يعيش كل حياته لنفسه فقط، فما أجمل المشاركة، وما أجمل العطاء!.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن فوائد عمل الخير والمعروف اجتماعياً، تعبير عن المساعدة في رمضان