المقدمة

أمرنا الله تعالى بأداء عباداته والتقرب إليه، وفتح لنا أبواباً كثيرة نستطيع من خلالها نيل مرضاته ورحمته، ومن هذه الأبواب عمل الخير، ونشر المعروف في كل مكان بقدر استطاعتنا، فذلك من أسهل العبادات التي نستطيع أن ننال بها قرب الله تعالى ورضاه، فالمؤمن ليس من يصلي ويصوم ويقدّم الصدقات وحسب، بل هو ذلك الشخص الذي يسخّر نفسه وجهده لمساعدة الآخرين عند حاجتهم له.


تقديم المعروف وعمل الخير

أمرنا الدين الإسلامي والديانات الأخرى جميعها بتقديم الخير لكل محتاج بقدر استطاعتنا، ويكون ذلك بأمور كثيرة منها مساعدة الجار عند الحاجة، وإبعاد الأذى عن الطريق، وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين، حيث يعود ذلك على الإنسان بالفائدة الكبيرة، والتي يعتبر نيل رضا الله تعالى والفوز بحبه أولها؛ فالإنسان الذي يحرص على تقديم المساعدة للناس، ونشر المعروف في كل مكان ينزل فيه، يحبّه الله تعالى ويرضى عنه، ويكتب له المحبة في قلوب الآخرين، كما يجعله مقبولاً في كل مكان يذهب إليه، ويقيه شرور الأقدار، ويبعد عنه المصائب، وحتى إن وقع بها فإنّ الله ينجيه منها ويبعدها عن طريقه.


أثر عمل الخير على المجتمع

يعود عمل الخير وتقديم المعروف على المجتمع بالخير، فهذا يساعد جاره الذي لا يجد ما يأكله، فينام هو وأبناؤه فرحين بمساعدته، داعين الله ليوفقه ويبارك له في رزقه، وذلك يعطف على متسول رآه في الطريق، ويقدم له مكاناً يبات فيه، فينام قرير العين دافئ الجسد، وذلك يسقي نبتة صغيرة نبتت أمام بيته لتغدو شجرة كبيرة ينتفع بها الطير والمارون من الطريق، وذلك يزرع نبتة فتنقّي الجو وتلطف المكان، وهذا يزيل الأذى عن الطريق فينعم الأطفال بالأمان والسلام أثناء لعبهم، وذلك يمد يده ليساعد رجلاً كفيفاً في عبور الشارع، وأخرى تساعد امرأة عجوزاً في حمل أكياسها الثقيلة، وهذا كلّه يؤدي إلى ترابط المجتمع، وتآخيه، وتحّابه، فيصبح مجتمعاً متماسكاً متكاتفاً لا يقدر على التفرقة بين أفراده أحد، على عكس ذلك المجتمع الذي لا يهتم فيه الفرد سوى لنفسه، فلا يساعد أحد أحداً، ولا يقدم الإنسان فيه المعروف إلا لمصلحة، مما يجعله مجتمعاً تسوده البغضة والأنانية، وتشوبه الفتن.


الخاتمة

قال تعالى: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ* وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، فقد حثّ الإنسان على تقديم المساعدة لأخيه الإنسان، وجعل ذلك في ميزان حسناته لما فيه من فائدة وصلاح للمجتمع بأسره.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن آفة من الآفات الاجتماعية، تعبير عن الخير والشر