الكرم
الكرم هو نقيض البخل، وهو شكلٌ من أشكال الجود والعطاء والإيثار، ويتجسّد الكرم من خلال البذل بالطعام، أو الملابس، أو المساهمة في الأعمال الخيريّة التي تعود بالنفع على المحتاجين، ويعتبر الكرم من أنبل الصفات التي يتحلّى بها الإنسان، ويحصد من خلال هذه الصفة رضا الله، ومحبّة وتقدير الآخرين.
أكرم رجلٍ في التاريخ العربي
اشتهر العرب قديمًا بالكرم وإكرام الضيف، ومن أشهر الشخصيّات التي تحدّث عنها التاريخ والمشهورة بالكرم (حاتم الطّائي)، فقد قيل بأنّه أشد العرب كرمًا حتّى تحوّل إلى مضرب للأمثال، فيقال: "أكرم من حاتم"، وحاتم الطّائي هو سيِّد قبيلة طيء، وبالإضافة لخصلة الكرم التي اشتهر بها فقد كان حاتم الطائي شاعرًا. وكثيرة هي المواقف التي أثبت فيها حاتم بأنّه من أكرم رجال التاريخ، ومن تلك القصص التي تتحدّث عن كرمه ما روته زوجته (نوّارة)، فقد قالت بأنه في أحد الأعوام قد أصابهم القحط فجفّت الأرض، وقد هزلت الإبل في ذلك الوقت من شدّة الجوع، ولم يعد بإمكانهم أن يعثروا على ما يسدّون به جوع صغارهم، وعند ذهابهم للنوم تظاهرت بأنّها نائمة، لأنّها من شدّة الجوع لم تتمكّن من النوم، وهو كذلك لم يتمكّن من النوم، وفي تلك الليلة سمع صوت جارتهم تناديه: "يا أبا عدي إنَّ أطفالي يبكون من شدّة الجوع"، فطلب منها أن تُحضرهم إليه؛ فاستغربت زوجته الأمر، وسألته كيف سيطعمهم وهم لم يجدوا ما يسدون به جوعهم، فعاهدها بأن يُطعم الجميع، وعلى الفور قام بذبح فرسه، فأعطى جارته وأولادها، وأطعم أهل بيته.
الآثار الإيجابية للكرم
للكرم آثار إيجابية عدّة تنعكس على الشخص والمجتمع، فالإنسان الكريم إنسان يحبّه الناس على عكس البخيل الذي يتجنبونه، ولا يحبّون مشاركته، كما إنّ الكرم يزيد البركة في رزق الإنسان وعمره وأولاده، وهو من صفات الله عز وجلّ فهو (الكريم)، فكيف لا يحبّ الله الإنسان الكريم إذن؟، والكرم يحقّق التكافل الاجتماعي في المجتمع عندما يعطي الغني الفقير من أمواله، فيختفي الفقر ويغدو المجتمع متحاباً ليس فيه حقد ولا كره.
الخاتمة
مما سبق تعلّمنا بأنّ الكرم خصلةً تمنح صاحبها الاحترام والتقدير عند كافة البشر، وقد رأينا في قصص حاتم عن الكرم والجود هذا الاحترام والتقدير الذي ما زال الناس يرونه حتّى هذا اليوم.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن الإيثار، تعبير عن التعاون