المقدمة
في هذه الحياة طريقان أحدهما مريح لا يكلّف الإنسان تعباً أو جهداً أثناء مسيره فيه، بل هو مليء باللهو، والمرح، ووقت الفراغ لكنّه طريق لا يؤدي إلى أي نهاية مجدية، وهو طريق أشبه بالمتاهة له بداية وليس له نهاية، وهو طريق الفشل، أمّا الطريق الآخر فهو طريق قد يكون طويلاً، وقد يحتوي بعض الصعوبات، وقد يحتاج منك المزيد من الجهد، إلّا أنّ نهايته سعيدة توصلك إلى القمة واحترام ذاتك، واحترام من حولك، وهذا طريق النجاح، وللإنسان حرية الاختيار بينهما بما ميّزه الله تعالى من عقل، فأيّهما ستختار؟
الفشل
أنا لا أعترف بوجود شيء يسمى فشل، إذ إنّ لا وجود له إلّا في عقل الإنسان ذي الإرادة الضعيفة، وإن سألتني كيف فسأجيبك بأنّ الفشل هو مجرّد حاجز وهمي يحول بين الإنسان وتحقيق أهدافه التي يسعى لها، وهو شيء متوقع الحدوث، فالطريق إلى النجاح ليس طريق معبّد وسهل، خالٍ من كل العقبات، فقد يقع الإنسان أثناء رحلته في بعض المشكلات، أو قد لا يحقق ما أراده من نتائج منذ المرة الأولى، وهو شيء عادي لكنّ الاستسلام أمام هذه المشكلات هو الفشل بعينه، لذا فالفشل هو شيء يزرعه الإنسان في عقله إن هو استسلم منذ المحاولة الأولى، فقد يكون ذلك مجرد عقبة صغيرة يكتسب الإنسان منها الخبرة والمعرفة اللازمتين حتى يتعلّم ويواصل حياته من جديد حتى يصل إلى أهدافه، فهذا العالم أديسون يقول عندما لم يحقق ما يريد أثناء محاولات اختراع المصباح الكهربائي: لقد اكتشفتُ 99 طريقة لا تؤدي لاختراع المصباح، وطريقة واحد تؤدي إلى ذلك، ولم يقل لقد فشلت 99 مرة، أو يستسلم ويترك تجاربه وأبحاثه.
النجاح
النجاح هو تحقيقك لأهدافك التي وضعتها ضمن خطة حياتك، وهو شعور يرغب في تذوّقه الجميع، فليس هنالك أجمل من التربّع على عرش القمة، لكنّ الأمر ليس بهذه البساطة ولكنه ليس بتلك الصعوبة أيضاً، فلتحقيق النجاح يلزمك تحديد أهدافك، والعمل بجد واجتهاد من أجلها دون إضاعة الوقت، وتطوير مواهبك وقدراتك، والاستفادة من خبرات الآخرين، ولتحقيق النجاح عليك أن لا تستسلم فالعقبات والصعوبات في هذه الحياة كثيرة، والناجح هو من لا يتوقف عندها وييأس، فبعض الأمور تحتاج منّا أكثر من تجربة لإتقانها، وبعضها الآخر يحتاج اتّباع طريقة أخرى لتحقيق النجاح، والإنسان الواثق بنفسه يعمل كلّ ما يلزم لتحقيق النجاح دون أن يشكّ بقدراته، ويتكّل على الله ويطلب عونه وتوفيقه.
الخاتمة
ميز الله تعالى الإنسان بالعقل عن باقي المخلوقات، فبه يستطيع اختيار طريق حياته، وبه يستطيع أن يصنع قيمته بين الناس، فمن اختار الكسل، واللهو، والمرح طوال الوقت وأهمل العلم، والعمل، والتجربة سيكون مصيره الفشل والاستسلام له، أمّا من وضع خططه بعناية وتفكير، وسعى لتطبيقها بالعلم والعمل، وأخلص نيّته وساعد الآخرين وساعدوه، فسيكون مصيره النجاح
للمزيد من المواضيع: تعبير عن النجاح، تعبير عن الفشل
