المقدمة
قال الشاعر:
وكأنّه قال أبياته هذه ليصف فيها دور المدرسة في حياتنا، فالمدرسة هي كلمة صغيرة في رسمها، كبيرة في تأثيرها في حياتنا منذ أوّل يوم ندخله فيها، وحتى آخر يوم في حياتنا، فهي مصنع شباب الوطن، وذخر المستقبل، المدرسة هي أساس بناء المجتمع.
دور المدرسة
للمدرسة دور كبير لا يمكن حصره في حياة الإنسان، وفي بناء المجتمع، فالمدرسة هي بيت الإنسان الثاني حيث يقضي فيها ما يعادل نصف نهاره، وربع يومه كاملاً، وبالتالي فيها تتشكّل شخصيته، عن طريق ما يتلقّاه من علوم مختلفة، ويتعامل به مع معلمين وطلّاب، كما أنّ المدرسة هي المكان الذي يكوّن فيه الإنسان صداقاته، ويتعلّم كيف يبني علاقات صداقة مبنية على الحب والاحترام، فهي المكان الأول الذي يترك الأهل فيه أبناءهم لوحدهم فيبدأون بتدبر أمورهم بأنفسهم منذ اليوم الأول.
والمدرسة أساس المعرفة التي يحصل عليها الإنسان في حياته، فأنا أتخيل حياة الإنسان بلا مدارس، فلا أستطيع تخيل حجم الجهل الذي سيحلّ بالكوكب، إذ إنّ القليل القليل من الأشخاص هم من سيتوجّهون للقراءة والتعلّم لوحدهم، أمّا الآخرين فقد يتكاسلوا عن طلب العلم بأنفسهم، أو يعجزوا عن ذلك بدون مساعدة المعلمين، إذن فالمدرسة هي المكان الذي نتعلّم فيه شتى العلوم والمعارف حتى نبني مستقبلنا، ونتوجّه في دروب الخير والفلاح فنبني الوطن.
وفي المدرسة يمارس الطلاب هواياتهم، ورياضاتهم المفضلة، فهذا فريق كرة قدم، وذلك فريق كرة سلّة، وهنا قاعة لتعلّم الفنون المختلفة كالرسم، والخياطة وغيرهما، وفيها يتعرّف الطلاب على قدراتهم ويطورونها فترى الطلاب وقد انضموا لصفوف الغناء، والرقص المختلفة، والكشّافة وغيرها، حيث يتعلّم في كل منها مهارات جديدة تنمّي شخصيته وتقويها، وتجعله أكثر اعتماداً على نفسه، وفي هذا الصرح العظيم يتعلّم الطالب حب الوطن، والانتماء والولاء له، ففيه يقف باكراً لينشد السلام الملكي، والنشيد الوطني، ويؤدي تحية العلم، وفيه أيضاً يحتفل بكافة المناسبات الوطنية كيوم الأرض، ويوم الكرامة، وعيد الاستقلال فتنمو لديه القيم المختلفة مثل حب الوطن، والافتخار به، والانتماء إليه.
ولا ننسى أنّ المدرسة هي المكان الذي يتعلّم فيه الطالب إبداء رأيه بديموقراطية وحريّة، كما يتعلّم فيه مفهوم الانتخابات، ويشارك فيها أيضاً حتى يمارسها بشكلها الصحيح حينما يكبر.
الخاتمة
المدرسة صرح عظيم لا يستطيع القيام بدوره أي صرح آخر، فدور المدرسة لا يقتصر على منح الطالب حقه في العلوم والمعارف، لكنّه ينمّي شخصيته، ويبني فيها عدّة قيم ومفاهيم مثل الولاء والانتماء للوطن، وحبّه، كما أنّها ما يساعد الإنسان على تعلّم الاعتماد على النفس، والمشاركة، وتكوين العلاقات، وغيرها الكثير من المهارات، لذلك يقال دوماً أنّ "من بنى مدرسة قد أغلق سجناً".
للمزيد من المواضيع: تعبير عن المدرسة، تعبير عن المدرسة بيتك الثاني