المقدمة

أمام بيتنا تينة زرعها جدي منذ عشرات السنين، في كل سنة تورق وتزداد جمالاً كأنها عروس حسناء، وتثمر تيناً لذيذاً يدعو جدي الجيران إلى قطفه وتذوقه، يا لها من شجرة عظيمة ومباركة ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، بل خصص لها سورة كاملة تدعى باسمها، حيث أقسم بها هي وشجرة الزيتون حين قال: (والتين والزيتون، وطور سينين).


التينة المثمرة

في كل عام نخرج أنا وجدي وإخوتي لنقطف ثمار هذه الشجرة السخية، حيث يحمل كل غصن عشرات من حبّات التين اللذيذة المتعددة بألوانها، فمنها الأخضر، ومنها ما هو مائل للبنفسجي، ومنها الأسود، وما إن تفتحها لتأكلها حتى تجد بعضاً منها أحمر من الداخل فيما تجد بعضها أبيض من الداخل، لكنها جميعاً حلوة المذاق، وطيبة الطعم، لقد اعتدنا أن نقطف هذه الثمار ونوزّع منها على جيراننا، حتى أنّ أولاد الجيران يأتون لمساعدتنا في عملية القطاف أحياناً، وبعد أن نأكل جميعاً ونكتفي من هذا الثمر اللذيذ نحمل كمية منه لجدتي التي تجففه صيفاً لنحصل منه على نوع آخر من التين المجفف اللذيذ الذي يسمى (القطين)، فما أكرمك أيتها التينة صيفاً وشتاء تجودين علينا بثمارك.


التينة القوية

تتحمل هذه التينة القوية مختلف الظروف الجوية من مطر، وحر شديد، ورياح فتجدها صامدة بعروقها الصلبة، وأوراقها الالخضراء السميكة، وجذورها القوية، وشجرة التين كما أراها تعيش في مختلف البيئات، فقد نراها في الصحاري، وقد نراها في سفوح الجبال، وقد نراها في الحقول، أو حتى أمام البيوت على الأرصفة.


التينة الطيبة

في كل صباح استيقظ على صوت عصفور عذب يغرّد على أحد أغصان هذه التينة التي يطلّ عليها شباك غرفتي، وليس هو الطير الوحيد الذي يستقر عليها، فأنواع كثيرة من الطيور تجد في هذه الشجرة الحنونة المأوى من حر الصيف وبرد الشتاء، ها أنا واقف على شباك غرفتي أراقب هذا العصفور البري الأصفر وقد جاء يأخذ قسطاً من الراحة على أحد أغصانها، فينقر في ثمارها اللذيذة ليحصل على قوت يومه، ويستريح قليلاً بعد طيران طويل، ثمّ ينطلق مكملاً رحلته، يا لك من شجرة حنون!.


الخاتمة

شجرة التين شجرة معطاءة كريمة، علينا العناية بها دوماً، والحفاظ عليها، فهي مصدر للتين اللذيذ ومأوى للطير، ورئة للبيئة، كما أنها زينة للحقل الذي تزرع فيه، فما أجمل أن نعتني بها، ونحافظ عليها من الضرر.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن شجرة التفاح، تعبير عن غرس شجرة