المقدمة
قال الشاعر:
وإنّما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبّت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض
الأطفال نعمة الحياة التي أنعم الله بها على ذويهم؛ ليكونوا النور الذي ينير لهم هذه الأرض، والبهجة والسرور اللتين تعمّان المكان، والهدف الذي يعيش الوالدان لأجله، وهذا الشاعر يقول أنّ عينه ستمتنع عن الغمض إن هبّت بعض الرياح على أطفاله، فسترى ماذا سيفعل إن رأى ما يعيشه بعض الأطفال اليوم من حرمان، وضياع، وتسوّل، وحروب اليوم! وكيف تُسلب حقوقهم فلا يعيشون طفولتهم كما يجب!
يوم الأطفال العالمي
اليوم 20 نوفمبر، هو يوم عالمي للأطفال كما تُطلق عليه الأمم المتحدة، وكما أرى في أغلب الصفحات التي أزورها على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ففي هذا اليوم تنادي كل المؤسسات الإنسانية عبر الأطفال نفسهم بحماية حقوق الأطفال الأساسية، وبناء عالم جميل خال من الصراعات والحروب، والفقر والحرمان، والمشاكل النفسية التي يسببها العنف للأطفال، وفي هذا اليوم يجتمع الأطفال أنفسهم من كافة الجنسيات، والأشكال، والأعمار، والألوان ممسكين أيدي بعضهم البعض، لينادوا في حقّهم بعيش حياتهم كما يحلمون.
عالم الأطفال
نُولد وفي أعيننا نظرة لمستقبل جميل، وفي عقولنا الصغيرة فكرة عن عالم آمن سنعيش فيه، وفي قلوبنا حلم نتمنى أن نراه حقيقة، فيحقق بعضنا ما يحلم به، ويعيش حياة هانئة وآمنة بين والديه ومجتمعه كما يجب، ويذهب إلى المدرسة ليتلقى تعليمه بكل حبّ وسلام، لكن ماذا عن البعض الآخر! أقصد بالبعض الآخر أولئك الأطفال الذين نراهم يصرخون ويستنجدون على شاشات التلفاز، ويقبعون في خيام المخيّمات في البرد وظروف الجو القاسية دون مأوى، ويستمرون في حياتهم هذه سنين طويلة دون تلقي التعليم، أو الذهاب إلى المدارس!، عن أولئك الأطفال الذي فرّوا من قصف الطائرات وضرب المدافع أتحدّث، فحرموا من كل حقوق الأطفال، وحياتهم الهانئة!.
الخاتمة
في يوم الطفل العالمي ينادي الجميع برسم عالم هانئ ينام فيه كل طفل بسلام على ضوء نجوم ملونة تزيّن غرفته لا على حرائق مشتعلة تسببها قذائف الطائرات، وعلى صوت أمه الهادئ تغني له أغنية ما قبل النوم، وليس على صوت المدافع المرعب وأصوات سيارات الإسعاف، في هذا اليوم نحلم برسم عالم يذهب فيه كل طفل إلى مدرسته ليرسم حلمه في الحياة ويحققه، فيغدو طبيباً، أو مهندساً، أو معلّماًً، فهل ترانا سننجح؟
للمزيد من المواضيع: تعبير عن حقوق الطفل، تعبير عن تربية الأبناء