المقدمة

اسمي زهير، وأنا طالب بالصف السادس الأساسي أرسلني أبي مع أخي هاني لأرافقه خلال رحلة دراسة الجامعة في إحدى مدن وطننا الغالي، وقد انتسبت إلى إحدى المدارس هنا أيضاً، وأحببت الحياة في المدينة، لكنني أفتقد لحياتي في قريتي أيضاً.


في قريتي

في قريتي الجميلة أستيقظ كل يوم وقد عبرت رائحة الأزهار البرية من النافذة إلى أنفي وهي تتسابق مع أشعة الشمس الداخلة من النافذة أيضاً، ونسمات الهواء العليلة واللطيفة تحرّك ستائر النافذة رويداً رويداً حتى أستيقظ بعد أن حاول ديك الصباح إيقاظي بصياحه مراراً وتكراراً، لكنني لم أستيقظ.


أنهض من سريري واتجه نحو الحمام لأغسل وجهي، فأشتم رائحة البيض الذي التقطته أمي من قنّ الدجاج، وهو ينضج بالقليل من السمن البلدي الذي أعدّته الصيف الماضي، ورائحة خبز الطابون الذي تعدّه جدتي من قمح الأرض لا مثيل لها، أما أبي وأخي هاني، فذهبا يحلبان البقر لنتناوله طازجا كما نحب، وأصناف الألبان والأجبان المنوّعة تملأ المائدة، فنحمد الله على ما منحنا إياه من الخيرات، ونتناول طعامنا بهناء.


أهل قريتي

أهل قريتي أناس بسطاء يتميّزون بطيبة قلوبهم، وحسن ضيافتهم، وكرمهم، وتعاونهم مع بعضهم البعض، كما يتميّزون بتلاحمهم مع بعضهم البعض، ووقوفهم إلى جانب بعضهم في المناسبات الحزينة أو السعيدة، ويساعدون من يحتاج منهم للمساعدة، فما زلت أذكر عندما احترق منزل جارنا أبي سعيد كيف هبّ كل أهل القرية لإخماد النيران المشتعلة فيه، وكيف خففوا من حزنه، وبعد إخماد الحريق طلب منه الجميع المجيء للمبيت في منازلهم حتى يرمم بيته، بل وساعدوه على إعادة ترميمه كل حسب استطاعته، فهذا ساعد بالمال، وذاك ساعد بتقديم مواد البناء، وذلك شارك بيده.


وفي قريتي يعمل الناس في مهن بسيطة أغلبها الزراعة، والرعي، والقليل يشغل بعض الوظائف الحكومية فيها أو خارجها، فأهل القرية يقدّسون الأرض، ويعتبرونها أمهم الثانية، فينطلقون لزراعتها، والعناية بها أشد عناية، فتراهم يزرعون البذور والأشتال ويسقونها، ويهتمون بها شهوراً عديدة حتى يحين موعد حصادها وقطافها، لينطلقوا فرحين بمواسم الخير هذه.


الخاتمة

القرية هي رئة الوطن التي يتنفس بها، ففي قريتي الطبيعة جميلة بما فيها من هواء عليل، وحقول مزروعة بشتى أنواع الخضار والفاكهة، والشمس الذهبية الواقفة طوال النهار لتحرس الحقول.


للمزيد من المواضيع: تعبير عن الريف والمدينة، تعبير عن القرية