المقدمة
خلق الله الناس في هذه الدنيا وجعلهم يكملون بعضهم البعض، لأنه يعلم أنّ الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحيداً، وأن يؤدي كل ما عليه من مهام بنفسه، ومن الأشياء التي يختلف فيها الناس (مهنهم)، فهنا نرى المهندس، وهناك نرى المعلم، وفي مكان آخر نرى عامل النظافة، وكل هذه المهن مهمة ومفيدة لإعمار هذه الحياة بالتأكيد، وإنّ من أعظم المهن المعروفة منذ القدم مهنة الطبيب، والتي وُجدت لمعالجة المرضى وتخفيف آلامهم.
مهنة الطبيب
دخل جدي المشفى لمدة أسبوع إثر ذبحة صدرية أصابته، وقد كنتُ مرافقه خلال هذه المدة، فكنت أقضي كلّ يومي في المشفى معه، وأثناء ذلك كنت ألاحظ الأطباء والممرضين والمسعفين، وكيف يؤدون عملهم بمهارة وثبات ليل نهار، فهم يعملون نهاراً كخلية النحل، ولا ينامون الليل أيضاً، وكل ذلك في سبيل راحة المرضى وصحّتهم، والطبيب إنسان نبيل يضحي براحته ووقته الذي يمكن أن يقضيه مع أهله للتواجد في المستشفى في أي وقت يحتاجونه فيه، فهذا جدي قد أُدخل إلى الطوارئ الساعة الثالثة فجراً، مما تطلب استدعاء طبيب من منزله لأجل متابعة حالته.
ولما جاء الطبيب قام بإجراء الفحوصات اللازمة، ووقف يتابع حالته بكل هدوء وصبر، كما لم يغفل عن طمأنتنا بأنّ الأمور ستكون على ما يرام، وعندما استقرّ وضع جدي ونُقل إلى غرفة خاصة أخذ الطبيب يراقبه بعناية شديدة على مدار ساعات اليوم.
صفات الطبيب
يجب أن يتحلى الطبيب بالعديد من الصفات حتى يكون طبيباً بارعاً ورحيماً في نفس الوقت، فالطب مهنة إنسانية تقتضي معالجة المرضى، وإنقاذ حياتهم، وتخفيف آلامهم، وكل ذلك قد يكون في مواقف طارئة تحتاج من الطبيب أن يكون متنبهاً، وسريع البديهة والتصرّف، كما تحتاج منه أن يكون صبوراً، واثقاً من نفسه، يعمل بثبات، ومن صفات الطبيب أن يكون رحيماً بمرضاه، صادقاً معهم لكن دون تجريح، فيخبرهم بحالتهم الطبية ويبث الأمل في نفوسهم بالشفاء، وعليه ألا يكتفي بما تعلّمه في كلية الطب لأن العلم في تطوّر مستمر، لذا يجب أن يكون حريصاً على مواكبة هذا العلم والتطور، وما يجري في العالم من مؤتمرات طبية، ودورات، وندوات، وغيرها حتى يعالج مرضاه بمهارة.
الخاتمة
ما أجمل مهنة الطبيب!، وما أجمل أن ترد الأمل لإنسان مصاب، وتعيده سليماً معافى لعائلته وأحبابه، وهذا ما أشعر به الآن ونحن خارجون من المشفى نصطحب جدي المعافى بفضل الله، وبيد الأطباء، إنها حقاً مهنة إنسانية عظيمة.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن مهنة الطيار، تعبير عن مهنة المهندس