الأخلاق الذميمة

قال الله تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، يظهر في الآية أنّ الشخص الذي يتّصف بالأخلاق الذميمة هو شخص منبوذ، ولا يحبه الناس، والأخلاق الذميمة هي كل الصفات السيئة التي قد يتّصف بها الفرد، مثل الكذب، وعقوق الوالدين، والخيانة، والبخل، والجشع، والظلم، والكبر، فهي تعتبر من سوء الأدب، ولا تشبه صفات قدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يجب أن نتبعه ونتعلم من تصرفاته.


آثار الأخلاق الذميمة على الفرد والمجتمع

الأخلاق الذميمة هي سبب في بعد الفرد عن الله تعالى، وعدم نيل رضاه، فهي لم تكن ذميمة إلّا لأنّ فيها ضرراً للفرد والمجتمع، فهي تؤثر على الروابط الاجتماعية بأشكال عدّة، تبدأ بالعلاقات في الأسرة الواحدة، فمثلاً يُعتبر عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، فهو سلوك ذميم يؤذي الوالدين ويؤلمهما، ويباعد بين أفراد الأسرة الواحدة التي هي لبنة المجتمع، أمّا الكذب فينشر عدم الثقة والأمان بين الناس، وكذلك النفاق والخيانة، فيما تؤدي الأنانية لانشغال الإنسان بنفسه وعدم مساعدة غيره ممّا يؤدي إلى تفكك المجتمع، وكره أفراده لبعضهم البعض.


التخلّص من الأخلاق الذميمة

هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدنا في التخلّص من الأخلاق الذميمة، وأولها هي تذكّر عاقبتها، والتفكّر في أنّها تُبعد الإنسان عن حبّ الله، والحرص على مجالسة أصحاب الأخلاق الحسنة، بدلاً من رفقاء السوء، كما يجب على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة لأولادهم، وتربيتهم ليكونوا ذوي أخلاق حسنة، فعندما تبدأ النشأة الصحيحة في الأسرة تنتقل من فرد إلى فرد حتى تسود في المجتمع بأكمله، ويجب الحرص على متابعة الأبناء خلال متابعتهم للتلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، لأنّ في بعض ما يشاهدون ما ينافي أخلاقنا الحميدة، إلى جانب متابعة المعلمين لطلّابهم، وحثهم على التحلي بالأخلاق الحميدة، وتذكيرهم بعواقب الأخلاق الذميمة، والتركيز على ذلك في المناهج الدراسية، بعد أن يكونوا هم قدوة حسنة لهم أوّلاً.


الخاتمة

إنّ ابتعاد الأفراد عن الأخلاق الحسنة يعود على الفرد والمجتمع بالكثير من الآثار السلبية، لذا يجب على كل أسرة تنشئة أبنائها على حسن الخلق، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه المدرسة في متابعة الطلاب وتعليمهم وتوجيههم، فكلما زاد رقيّ الأفراد واتّصافهم بالأخلاق الحسنة زاد تقدّم المجتمع وازدهاره.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن التسامح، تعبير عن الحب