الأخلاق الحميدة
تُعدّ الأخلاق الحميدة من السمات التي تجعل الناس أرقى وأفضل أمام نفسهم وغيرهم، وقد قال تعالى في سورة الأحزاب: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) صدق الله العظيم، فنحن نلمح في هذه الآيات الحث على السعي لبناء مجتمع صالح يتعامل أفراده بالأخلاق الحميدة اقتداءً بالرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، حتى أنّ كل الديانات السماوية عظّمت قيمة الخلق من خلال جعله عبادةً يؤجر عليها الإنسان، وكما يقول الشاعر أحمد شوقي:
صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِم
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ
مظاهر الأخلاق الحميدة
تتعدّد مظاهر الأخلاق الحميدة في حياتنا اليومية، فتظهر بداية في معاملة الإنسان مع الله عز وجلّ، ويُلمح هذا في الأسس والقواعد التي تحكُم علاقة الإنسان بالله عز وجل، وفي الآدب الذي يتحلّى به الشخص في تعامله معه في امور حياته كلّها، وفي ممارساته الدينية الباطنة والظاهرة منها، كما تظهر الاخلاق الحميدة في معاملة الإنسان مع أخيه الإنسان بخلقٍ حميد، إذ يجب عليه أن يُعامل الآخرين على اختلاف دياناتهم، وأعراقهم بطريقة تعكس هذه الاخلاق، فتلمح في خلقه الامانة مثلاً، والكرم، وحب الخير للآخرين، كما ترى فيه الصدق في كلّ أحواله، فالإنسان صاحب الخلق الحسن لا يقول كذباً ولا ينافق مهما حصل، كما تتجلّى الأخلاق الحميدة في الإيثار، ومساعدة الآخرين، والحلم، والإخلاص والوفاء، كما يُعتبر الانتماء للوطن خلقاً حميداً لا يقدر عليه سوى الأوفياء.
اكتساب الأخلاق الحميدة
يحتاج المرء منذ الصغر لوجوده في بيئة سليمة تساعد على اكسابه هذه الأخلاق الحميدة، بداية من المنزل أي من تربية الأم والأب للابن على هذه الأخلاق، وكيفية التصرّف داخل المنزل وخارجه، ومع المحيط بشكل عام، ويكون ذلك بالتزامهما هما بها أوّلاً، يلي ذلك الطرق التي سيتّبعها الإنسان مع نفسه لاكتساب هذه الأخلاق، حيث يكون ذلك من خلال الاقتداء بالرسول الكريم صلوات الله عليه والصحابة، ومرافقة الصالحين الذين سيكتسب الإنسان من صفاتهم لا بدّ، وبتجنّب ما يراه الإنسان منفِّراًً من أخلاق وسلوكات في الآخرين، بالإضافة إلى الدعاء لله عزّ وجل بالصلاح والثبات على الأخلاق الحميدة، كما يكون ذلك بالصبر ومجاهدة النفس ضد الهوى، فبعض الأمور تحتاج منّا إلى السير عكس هوانا لنمشي في الطريق الصحيح.
الخاتمة
يعود التحلّي بالأخلاق الحميدة بالنفع على الفرد والمجتمع، إذ يُعتبر التحلي بها باباً من أبواب رضا الله تعالى عن الفرد، وتوفيقه في حياته الذي سيظهر أثره في كلّ جوانبها، كما يُعدّ سبباً في حب الناس للشخص الذي يتمتّع بها أينما حلّ، بالإضافة إلى كونها أساساً في بناء مجتمع متماسك، ومتعاطف، يقف أبناؤه جنباً إلى جنب كالبنيان المرصوص.
للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الكرم، موضوع تعبير عن التسامح