المقدمة

أنظر من حولي فأرى تزايداً في الأمراض وأولها السمنة، وأمراض المفاصل والعظام، وضغط الدم والسكر، وارتفاع مستويات الدهون الضارة في الجسم، والكثير الكثير من الأمراض الأخرى، فأقارن بين حالنا الآن وحال أجدادنا في الماضي، وأناظر جدتي صاحبة الثمانين عاماً، تلك المرأة التي لا تشكو من شيء حتى الآن بفضل الله، فأتساءل عن السبب وراء صحّتهم وسقمنا هذا.


الوعي الصحي

قيل قديماً "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، ولربما هذا هو المبدأ الذي سار عليه أجدادنا لحماية أنفسهم من الأمراض وما لها من أعراض، فوعي الإنسان بنفسه، وبما تحتاجه، وعدم الإفراط أو التفريط في إدخال العناصر الغذائية إلى الجسم على تنوّعها، والحركة والنشاط بكثرة خلال اليوم، واختيار الأطعمة غير المصنعة والطازجة البعيدة عن الكيميائيات والمواد الحافظة كلّها نظام حياة صحي كان يتّبعه هؤلاء لربما دون أن يشعروا، فغدت أجسادهم في قوّتها مثالاً نشاهده الآن ونعجز عن الوصول إليه، نعجز عن الوصول إليه في ظل ما نتناوله من جبال وجبات سريعة مشبعة بالدهون، والأملاح، والمواد المصنعة، بالإضافة إلى المعلبات، والشوكولاتة، والمقرمشات الغارقة في المواد الحافظة شديدة الضرر، ولا ننسَ إفراطنا في تناول بعض الأغذية الأخرى مثل اللحوم والدجاج، فقديماً لم تكن ظروف الناس الاقتصادية -على الأغلب- تسمح بتناول اللحوم والدجاج يومياً، وهو ما أدى إلى إبعادهم تلقائياً عن الأمراض التي تسببها زيادة البروتينات مثل النقرس وغيره، فكانوا ينوّعون في تناول الأطعمة تبعاص لظروفهم، ويعتمدون أشد الاعتماد على الخضار، والفاكهة الطازجة التي يزرعونها بأيديهم ويقطفونها بأيديهم.


ها نحن اليوم نسرف في تناول وجباتنا بعد أن نفوّت الكثير منها بداعي الانشغال والغرق في واجبات هذه الحياة المتسارعة، والطبيعي أنّ انشغالنا هذا يحرمنا في معظم الأحيان من إعداد وجبات غنية متوازنة فنلجأ لوجبات غير صحية فقيرة في قيمتها الغذائية لسد جوعنا، ننام بعدها ساعات وقد تناولنا إلى جانبها مشروبات غازية أو مشروبات طاقة عوضاً عن الماء، وظنّاً منّا أنها تساعد في الهضم وهي ليست سوى أداة "للهدم"، ونبتعد عن الرياضة، ونتناول الشوكولاتة والمقرمشات بكثرة، ونقلل من الفاكهة والخضار، ونتجه إلى عبوات الفيتامينات، فتضطرب أجسامنا، وتغزونا الأمراض والأسقام من كل حدب وصوب، ونبحث عن الدواء وبأيدينا أوجدنا الداء.


الخاتمة

إنّ وعي الإنسان بجسده، وما يحتاجه من عناصر غذائية، وتوفيرها لها بأوقات منظمة، وتناول كميات وفيرة من الماء، وممارسة الرياضة، والابتعاد قدر الإمكان عن الوجبات السريعة والمصنعة هو الوعي الصحي الكفيل بتقوية أجسادنا، وإبعادها عن الأمراض.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن الرياضة، موضوع تعبير عن أهمية الصحة للإنسان