المقدمة

قد انعم الله على الإنسان بنعم لا تُعد ولا تحصى، منها ما هو ظاهر يستطيع الإنسان أن يلمحه ويشعر به كل يوم إن هو أراد ذلك كنعمة المال، والولد، والمأكل والمشرب وغيرها، ومنها ما هو خفي لا يستشعره إلّا كل ذي عقل وبصيرة، والصحة هي أعظم الأرزاق وأكبر النعم، فلا نعمة المال، ولا الجاه، ولا المنصب توازيها، والقائل عكس ذلك جاهل يُردّ عليه ادّعاؤه هذا بسؤال واحد" أتراك سترضى لو فُقئت إحدى عينيك ووضع مكانها جوهرة؟".


أهمية الصحة

قال الذي لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلّم- في مرّة رأى فيها صحابي من الصحابة -رضوان الله عليهم- وقد انقطع للعبادة، ونسي حقّ جسده وزوجته وعائلته عليه، فقال له: "إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ". ومن هذا الحديث نلمح أنّ لنفس الإنسان عليه حقّ، فجسد الإنسان إنّما هو أمانة من الله عليه الحفاظ عليها، وحقّه هذا يحتّم عليه العناية بصحّته فالصحة كما أسلفنا هي رأس مال الإنسان، وكنزه حين يكبر ويهرم، ويتولى عنه الأهل والولد، والمؤمن القوي كما يُقال خير من المؤمن الضعيف، فالإنسان القوي الصحيح الذي لا يعاني علة في بدنه ولا نفسه قادر على أداء ما عليه من طاعات وواجبات، فتراه يصلي ما فُرض عليه من صلوات، ويقوم الليل، ويصوم رمضان، ويتبعه بالنافلة، ويقوم بواجباته الاجتماعية على خير وجه أيضاً، فيزور رحمه، ويقوم بعمله، ويحصّل رزقه، كما تراه قادر على تحمّل مسؤولية الأسرة التي قرر بناءها،أو نصب.


كيفية المحافظة على الصحة

والإنسان الصحيح في جسمه وبدنه يوفّر ما كان سينفقه من أموال في زيارة الأطبّاء والمستشفيات، وشراء الأدوية، ويستثمرها فيما ينفعه وما ينفع عائلته، وبناء على ذلك يتوجب على الإنسان الاهتمام بصحّته والحفاظ عليها، ويكون ذلك بأمور عديدة كالابتعاد عن السجائر والكحول، وممارسة الرياضة لتحقيق فوائدها العظيمة، وتناول الأطعمة المفيدة والابتعاد عن الضارة منها، وشرب الماء بكميات كبيرة تضمن قيام الجسم بعملياته الحيوية بشكل سليم، كما أن النوم باكراً، والحصول على قسط كاف من الراحة يحفظ للإنسان صحته، ولا ننسى أن الرضا والتسليم، والابتعاد عن القلق والضغوطات النفسية والعصبية هي من أهم مقوّمات الصحة الجيدة، وذلك كله لا يمنع من أن يحرص الفرد على إجراء فحص شامل ودوري كل مدّة للاطمئنان على وظائف جسمه الحيوية، ومستويات الفيتامينات فيه، فكما تقول الحكمة الشهيرة" درهم وقاية خير من قنطار علاج".


الخاتمة

كنز الإنسان صحّته، ومفتاح قيامه بكل ما يحتاج إليه بنفسه في حاضره ومستقبله، لذا عليه أن يشكر الله على نعمة الصحة دوماً، ويسعى للحفاظ عليها بقيامه بكل ما هو نافع، وابتعاده عن كل ما قد يستهلكها فيضر جسده، وروحه، وعقله.


للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الصحة، موضوع تعبير عن الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء