المقدمة
قال الشاعر المتنبي يوماً:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
تعكس هذه الأبيات القليلة فلسفة الحياة لدى الناس، فليس هنالك من لا يحب أن يحيا حياة عظيمة ناجحة، تملؤها الإنجازات، حياة يصل فيها إلى طموحه وأهدافه التي يبتغيها، حياة تنتهي به حيث القمة التي يُشار إليه وهو متربع عليها بالبنان، كلّنا نحب ذلك، لكنّ قليل منّا هو من ينعم في هذه الحياة حقاً، فترى ما السبب؟ وما الذي يجعل ذلك للبعض ممكناً، ويجعله على البعض مستحيلاً؟
حياتك بين يديك
يملك كلّ منّا أربعاً وعشرين ساعة يومياً يصرّفها بالشكل الذي يحب، ويراه مناسباً، وفقاً لما يراه من أولويات، أما أولوياته هذه، وما ينفق عليه طاقاته، وأوقاته هو ما سيحدد نوع الحياة التي سيعيشها بقيّة أيامه، وليس أجمل من أن يكون الإنسان ناضجاً واعياً لفكرة أنّ حياته ما هي إلّا عجينة يشّكلها بالشكل الذي يحب بيديه، بعزيمته وإصراره حتى وإن خالفته الظروف أحياناً، فالإنسان الناجح لا يعرف إلّا الجد والمثابرة له طريقاً، والمحاولة له أداة لتحقيق النجاح الذي يرغب به، فكم من شخص اختار اللهو والمرح له طريقاً فأنفق وقته وساعات يومه، وطاقاته وقدراته فيما لا ينفعه ولا يقدّم له شيئاً، فتقدّم به العمر دون أن يشعر حتى وجد نفسه وحيداً على ضفة الحياة لا يملك من أمره شيئاً؟ فقد ذهب شبابه فيما لا ينفعه ولا ينفع مجتمعه، وكم من شخص جدّ واجتهد، وثابر وحاول، وتحدى الظروف حتى قدّمت له الحياة النجاح بالنهاية كنيشان لإصراره وتعبه هذين؟.
طريق النجاح
نلمح أولئك الذين يتربعون على القمة، فيظن البعض أنّهم محظوظون بذلك، وأن الله قد اصطفاهم ليكونوا هناك، ونغفل عن أنّ ذلك لم يُهدى لهم مصادفة، ولم يكن إلّا نتيجة لتعبهم واجتهادهم، فطريق النجاح طويل ومليء بالعقبات التي على الإنسان أن يتحلى بالكثير من الأمور حتى يجتازها، فالشخص الذي يبتغي أن يكون النجاح حليفه، وأن يصنع لنفسه حياة غاية في الروعة عليه أن يخطط لهذه الحياة جيداً، فيعرف منذ طلوع شمس شبابه ما يريده من هذه الحياة ويبتغيه، فيحصر أهدافه بعد أن يتأكد من جودتها ويتّخذ نهجاً لتحقيقها، إذ ليس لديه وقت يضيعه، فتراه يضع خطّة تضمن له تنفيذ هذه الأهداف، قد تكون بتلقي بعض الدورات، أو السفر، أو الابتعاث أو غيرها من الأمور، فينظّم ذلك كلّه، ولا يترك شيئاً رهن الصدفة أو العشوائية، ويضع البدائل إن فشلت بعض خطواته، فالفشل وارد، والناجح من يجيد التكيّف معه وإيجاد البدائل، والنجاح يتطلب الجدّ وعدم إضاعة الوقت، وتطوير المواهب والمهارات، والتدرّب وأخذ المشورة، والتجربة، والمضيّ قدماً بما يرضي الله مع طلب التوفيق منه.
الخاتمة
حياتك هدية من الله وضعها بين يديك، فاصنع لنفسك خطة لئلا تكون جزءاً من خطة الآخرين وحسب، وثابر، وأشعل مصابيح عزمك وحماسك حتى تصل القمة كما حلمت.
للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الحرية والمسؤولية، موضوع تعبير عن الوقت