المقدمة
منذ القدم يعيش الناس وفقاً لمصالحهم وأهوائهم في البلدان في بيئات ثلاث، فالبعض يفضل العيش في الريف والتمتع بما فيه من طبيعة جميلة، ومساحات واسعة خضراء وغيرها، أمّا الآخر فيعيش في البادية حيث يشعر بالانتماء، والحرية من القيود، والأريحية التي تنعكس في كثرة تنقله وترحاله، وفي تربيته للماشية على اختلاف أنواعها، أمّا البعض الآخر فيفضل حياة الحضر والمدينة، بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات، وقد شهدت الآونة الأخيرة كثافة في هجرة السكان من البيئات الأخرى للمدينة، وهو ما استدعى توسعتها، وتطويرها بشكل مستمر لتتناسب مع أعداد هؤلاء الأفراد واحتياجاتهم.
كيفية تطوير المدن
إنّ أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ عند ذكر موضوع تطوير المدن هو دور الحكومة والبلديات في ذلك، لكن هذا غير صحيح؛ لأنّ عملية تطوير المدن هذه عملية مشتركة بين الحكومات وبلدياتها وبين المواطنين الذين يلعب وعيهم دوراً كبيراً في تطوير مدنهم، حيث يكون ذلك في الحفاظ على نظافتها بل وتنظيف مرافقها إن لزم الأمر، والحفاظ على الممتلكات العامة التي تعكس جودتها حضارة هذه المدن، كما تكون بتقديم التصورات والمشاريع الذكية التي يُتوقع أن تخدم المدن للجهات المعنية لتنفيذها، فكم من فكرة أصبحت مشروعاً نافعاً غيَّر مستقبل مدينة!
أمّا عن دور الدولة في تطوير المدن فذلك يشمل وقوفها على جودة الطرقات الموجودة والتأكد من سلامتها، وشق طرق جديدة في الاتجاهات المناسبة، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافتها، ونظافة المؤسسات العامة بتعيين ما يكفي من عمال النظافة والمشرفين على العملية بأكملها، كما أن تطوير المدينة يستدعي تطوير وسائل المواصلات فيها واستبدال القديم منها بالحديث، مثل القطارات السريعة وغيرها، ويوجب تطوير المدن إنشاء المدارس، والمستشفيات، والدوائر الحكومية المتطورة ودعمها بوسائل التكنولوجيا المناسبة للغايات التي أنشئت لأجلها، وإيجاد أماكن الترفيه والتنزه النظيفة والمناسبة للأفراد، كما يجب الاهتمام بموضوع الزراعة والتشجير ما ينعكس إيجاباً على المدن، ولا ننسى الاهتمام بالثقافة والفنون في هذه المدن حيث يعد الفن بأشكاله، والثقافة واجهة حضارية تعكس وجه الدولة للخارج، وهذا يعني أن علينا الاهتمام بالمعارض، والمسارح، ودور الأوبرا، والمتاحف وغيرها.
لا ننسى أن الأطفال هم زهرة المستقبل، ومستقبله الواعد لذا على من يريد تطوير المدن والبلدان العمل على إعداد جيل واع بدوره في بناء البيئة التي تحتضنه، ويكون ذلك بتوعية الأطفال بأدوارهم، وشملهم في حملات تطوعية تساعدهم على بناء هذا الوطن، والسير دوما في مسيرة إعماره.
الخاتمة
الوطن جميل بكل ما فيه من بيئات، والمدن تحتاج دوماً لمن يطوّرها ويرعاها حتى تزدهر، لذا على كل واحد فينا أن يجعل من نفسه مسؤولاً بشكل أو بآخر عن تطوير المدينة التي يعيش فيها، ويتفاعل مع محيطه على هذا الأساس، ليلمح التغيير الذي يرغب فيه بعد مدة وجيزة.
للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن واجب الدولة والمواطنين تجاه البيئة، موضوع تعبير عن الزيادة السكانية