المقدمة

لا تملك وأنت تشاهد ذلك اللاعب ذا السمرة الأفريقية، والملامح العربية الحادة والمدعو "مو" سوى الكثير من المتعة، والمزيد من الإعجاب، فمحمد حامد صلاح ذلك اللاعب المصري الذي نقل اسم الكرة العربية من محيطها الضيق إلى المحيط العالمي أمثاله أمثال زين الدين زيدان وغيرهم هو لاعب في المنتخب المصري، ونادي ليفربول الإنجليزي حالياً، يستطيع بلمساته الذهبية أن يقدّم للمُشاهد عرضاً كروياً مشوّقاً يجعله يتّقد حماساً.


محمد صلاح

أتابع بشغف مباريات هذا اللاعب، ومقابلاته الصحفية، وأقرأ كثيراً عن نشأته وحياته، وقد عرفت أنّ هذا اللاعب عصامي بدأ حياته لاعباً في نادي "المقاولون العرب" بعد أن رفضه مدرب نادي الزمالك المصري بحجة صغر سنه وقلة خبرته، وقد صدّقت الحكمة التي تقول " ربّ ضارة نافعة" فقد كانت هذه العثرة بمثابة صخرة يصعد عليها اللاعب ليحقق نجوميته الحالية، فبعد أن رفضه نادي الزمالك التحق بنادي "المقاولون العرب" ليلعب معه بحنكة ومهارة، وهو ما صوّب إليه عيون مدربي نادي بازل السويسري ليعقدوا معه صفقة بعد مدة ليست بالطويلة كان مقدارها اثني مليون يورو.


لعب مو مع فريق بازل أجمل المباريات، وكان يسطّر في كل مباراة يلعبها حرفاً من حروف نجوميته القادمة، وأسهمه لا تزال في تصاعد مستمر بين المشجعين، ومدربي الأندية المتفحّصين، ولم يطل الأمر حتى انضم هذا اللاعب إلى نادي ليفربول الإنجليزي الذي لا زال فيه حتى الآن، ومع هذا النادي سطع نجم اللاعب أكثر فأكثر، حيث سجّل 44 هدفاً في موسم واحد، وهو رقم قياسي جعله أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، كما حاز على العديد من الجوائز والألقاب مثل لقب أغلى لاعب عربي وأفريقي، والجميل أنه قاد الفريق ليتوّج على منصة دوري أبطال أوروبا.


إنّ لاعباً مثل محمد صلاح يعطي الأمل للشباب للبحث عن طريق يبدعون به ويشقّون به سبيلاً إلى العالمية بعد الإيمان بقدراتهم، وتطويرها، والتدريب بشكل مستمر، ففي مقابلة لمحمد صلاح صرّح أنّ موهبته لم تكن تكفي لمشواره الرياضي الذي كان يحلم بتسطيره وبنائه، بل اعتمد على تدريبات بدنية ورياضية شاقة استمرت لساعات طويلة، وهي ما كانت سبباً لمهارته الحالية، ومنافسته لأفضل لاعبي العالم، واللافت في هذا العربي الأفريقي تواضعه الكبير، وعدم تنكره لأصله كما يفعل البعض، بل على العكس يلحظ المعجبون بمحمد اعتزازه بدينه، وجذوره العربية، وحفاظه على العادات والتقاليد العربية، وخير دليل على ذلك احتفاظه باسمه، بالإضافة إلى اعتزازه بزوجته المحجبة رغم اصطحابها للمحافل الرياضية العالمية الزاخرة باللاعبين وزوجاتهم غير المحجبات.


الخاتمة

يضرب محمد صلاح مثالاُ حيّاً للشباب في المثابرة والاجتهاد، واتّباع الحلم للوصول إليه مهما تراءى بعيداً للناظر، مع الاحتفاظ على القيم، والثوابت الدينية والعربية التي تربينا عليها منذ الصغر، فمن كان الله معه سار إلى طريق العلا بثبات.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن كرة القدم، موضوع تعبير عن الرياضة